والأخلاقية والاجتماعية بعد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقد عكست خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) وكلماته في نهج البلاغة نماذج من تلك المسائل.. المسائل التي يعد الإيمان بها والعمل على أساسها وسيلة مؤثرة للخروج من صف أهل جهنم والاستقرار على صراط الله المستقيم.
3 2 - المتبوعون والتابعون الضالون:
الآيات المذكورة أعلاه وآيات أخرى في القرآن الكريم، تضمنت إشارات ذات مغزى عن التخاصم الذي يقع بين الأتباع والمتبوعين يوم القيامة أو في جهنم وهذا تحذير مفيد لكل من يضع عقله ودينه تحت تصرف أئمة الضلال.
ومع أن كل واحد يسعى في ذلك اليوم للتبرؤ من الآخر، وحتى أنه يحاول إلقاء تبعات ارتكاب الذنب عليه، ولكن بتلك الحال لا يستطيع أي واحد منهم إثبات براءته.
وشاهدنا في الآيات المذكورة أعلاه أن أئمة الغواية والضلال يقولون بصراحة لتابعيهم: إن سبب تأثيرنا عليكم هو وجود روح الطغيان في داخلكم بل كنتم قوما طاغين.
هذا الطغيان هيأ لديكم أرضية التأثر بإغوائنا، وعبر هذا الطريق تمكنا من نقل الخرافات إليكم فأغويناكم إنا كنا غاوين.
التوجه الدقيق لمعنى (أغوى) والمشتقة من (غي) يوضح الموضوع، لأن كلمة (غي) كما يقول الراغب في (مفرداته) تعني الجهل الناشئ من المعتقدات الفاسدة، إذ أن أئمة الضلال بقوا بعيدين عن معرفة حقائق الوجود والحياة، ونقلوا جهلهم ومعتقداتهم الفاسدة إلى تابعيهم الذين كانوا يحملون روح الطغيان في مقابل أمر الباري عز وجل.
وبهذا الدليل يعترفون هناك بأنهم هم وتابعوهم يستحقون العذاب، فحق