مقاما وأشرف موضعا من الملائكة فقد سجدت الملائكة بدون استثناء لخلق آدم، وعدوا آدم معلما لهم " الآيات 30 - 34 سورة البقرة ".
6 - إن الملائكة يظهرون بصورة الإنسان للأنبياء وغير الأنبياء، كما نقرأ في الآية (17) من سورة مريم: فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا.
كذلك يذكر القرآن الكريم تجليهم بصورة إنسان لإبراهيم ولوط (هود - 69 و 77) كما أنه يستفاد من أواخر تلك الآيات أن قوم لوط أيضا رأوهم بتلك الصورة الإنسانية السوية " هود - 78 ".
فهل أن ذلك الظهور بالشكل الإنساني، له واقع عيني، أم هو بصورة تمثل وتصرف في قوة الإدراك؟ ظاهر الآيات القرآنية يشير إلى المعنى الأول، وإن كان بعض من كبار المفسرين قد اختار المعنى الثاني.
7 - يستفاد من الروايات أن أعداد الملائكة كثيرة بحيث انه لا يمكن مقايسة أعدادهم بالبشر بأي شكل من الأشكال، فحينما سئل الإمام الصادق (عليه السلام): هل الملائكة أكثر أم بنو آدم؟ قال: " والذي نفسي بيده لملائكة الله في السماوات أكثر من عدد التراب في الأرض، وما في السماء موضع قدم إلا وفيها ملك يسبحه ويقدسه، ولا في الأرض شجرة ولا مدر إلا وفيها ملك موكل بها يأتي الله كل يوم بعملها والله أعلم بها، وما منهم أحد إلا ويتقرب كل يوم إلى الله بولايتنا أهل البيت، ويستغفر لمحبينا ويلعن أعداءنا، ويسأل الله أن يرسل عليهم العذاب إرسالا " (1).
8 - الملائكة لا يأكلون ولا يشربون، ولا يتزوجون، فقد ورد عن الإمام الصادق في حديث طويل قوله: " إن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون، وإنما يعيشون بنسيم العرش " (2).