الآخرة شريفا خير من أن يكون في الدنيا شريفا وفي الآخرة ذليلا، ومن يخير الدنيا على الآخرة تفته الدنيا ولا يصيب الآخرة.
فتعجبت الملائكة من حسن منطقه، فنام نومة فاعطي الحكمة، فانتبه يتكلم بها " (1).
3 2 - صور من حكمة لقمان لقد ذكر بعض المفسرين بعضا من كلمات لقمان الحكيمة مناسبة للمواعظ التي وردت في آيات هذه السورة، ونحن نذكر هنا مختصرا منها:
أ - كان لقمان يقول لابنه: يا بني، إن الدنيا بحر عميق، وقد هلك فيها عالم كثير، فاجعل سفينتك فيها الإيمان بالله، واجعل شراعها التوكل على الله، واجعل زادك فيها تقوى الله، فإن نجوت فبرحمة الله، وإن هلكت فبذنوبك (2).
وقد ورد نفس هذا المطلب ضمن كلام الإمام الكاظم (عليه السلام) مع هشام بن الحكم بصورة أكمل، نقلا عن لقمان الحكيم: " يا بني، إن الدنيا بحر عميق، قد غرق فيها عالم كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وحشوها الإيمان، وشراعها التوكل، وقيمها العقل، ودليلها العلم، وسكانها الصبر " (3).
ب - وفي حوار آخر مع ابنه حول آداب السفر يقول:
يا بني، سافر بسيفك وخفك وعمامتك، وخبائك وسقائك، وخيوطك ومخرزك، وتزود معك من الأدوية ما تنتفع به أنت ومن معك، وكن لأصحابك موافقا إلا في معصية الله عز وجل.
يا بني، إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك وأمورهم.