على تمام عقله ودرايته.
9 - جملة إن هو إلا نذير لكم تلخص رسالة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في مسألة " الإنذار " أي: التحذير من المسؤولية، ومن المحكمة الإلهية، والعقاب الإلهي، صحيح أن للرسول (صلى الله عليه وآله) رسالة في " التبشير " أو " البشارة " ولكن الذي يدفع الإنسان أكثر إلى التحرك هو " الإنذار "، لذا فقد ذكرت مسألة " الإنذار " في آيات أخرى من القرآن الكريم على أنها وظيفة الرسول الأكرم الأساسية، كما في الآية (9) من سورة الأحقاف وما أنا إلا نذير مبين، كما ورد كذلك شبيه هذا المعنى في الآية 65 من سورة (ص) وآيات أخرى.
10 - التعبير ب بين يدي عذاب شديد إشارة إلى أن القيامة قريبة إلى درجة وكأنها أمام العين، والحق أنها كذلك بالنسبة إلى عمر الدنيا، كذلك فقد ورد في الروايات الإسلامية نظير هذا المعنى كما في الأثر عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال:
" بعثت أنا والساعة كهاتين " وضم (صلى الله عليه وآله) الوسطى والسبابة.
* * * 2 ملاحظتان 3 1 - استقلال آيات القرآن الكريم وتفسيرها المنحرف.
لقد اتضح لدينا من خلال تفسير الآية الأخيرة بأن الأصنام والأوثان وما يعبد من دون الله تعالى ليس لها آذان صاغية لما يطلب منها، وإن كان لها فهي غير قادرة على حل مشكلة ما، وليس لها في هذا العالم أي ملك ولو بقدر رأس الإبرة إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم وعلى هذا الأساس اتخذ الوهابيون هذه الآية ذريعة لهم للإدعاء بأن كل شئ ما خلا الله جل وعلا - وإن كان نبيا - لا يسمع دعاء، وإن سمع فلا يجيب! كما رفضوا أي نوع من التوسل بأرواح الأنبياء والأئمة والأولياء. واعتبروا ذلك مخالفا للتوحيد محتجين بقوله تعالى: والذين تدعون