منتشرون في الصحراء بين أعراب البادية، فيختفون هناك ويتتبعون أخباركم و يسألون عن أنبائكم فيسألون لحظة بلحظة من كل مسافر آخر الأخبار لئلا تكون الأحزاب قد اقتربت منهم، وهم مع ذلك يمنون عليكم بأنهم كانوا يتابعون أخباركم دائما!!
وتضيف الآية في آخر جملة: وعلى فرض أنهم لم ينهزموا ويفروا من الميدان، بل بقوا معكم: ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا.
فلا تحزنوا وتقلقوا لذهابهم، ولا تفرحوا بوجودهم بينكم، فإنهم أناس لا قيمة لهم ولا صفة تحمد، وعدمهم أفضل من وجودهم!
وحتى هذا القدر المختصر من العمل لم يكن لله أيضا، بل هو نتيجة الخوف من ملامة وتقريع الناس، وللتظاهر والرياء، لأنه لو كان لله لكانوا يقفون ويثبتون في ساحة الحرب ما دام فيهم عرق ينبض.
* * *