أضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين - 60. وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سئلتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون - 61.
(بيان) قوله تعالى: و يستحيون نسائكم، أي يتركونهن احياء للخدمة من غير أن يقتلوهن كالأبناء فالاستحياء طلب الحياة ويمكن أن يكون المعنى ويفعلون ما يوجب زوال حيائهن من المنكرات، ومعنى يسومونكم يولونكم.
قوله تعالى: وإذ فرقنا بكم الفرق مقابل الجمع كالفصل والوصل، والفرق في البحر الشق والباء للسببية الملابسة أي فرقنا لانجائكم البحر أو لملابستكم دخول البحر.
قوله تعالى: وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة وقص تعالى القصة في سورة الأعراف بقوله: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة) الأعراف - 142، فعد المواعدة فيها أربعين ليلة إما للتغليب أو لأنه كانت العشرة الأخيرة بمواعدة أخرى فالأربعون مجموع المواعدتين كما وردت به الرواية.