القليل كتابنا هذا تأليف العلامة الثقة الجليل المحقق الشيخ فخر الدين بن محمد علي الطريحي.
فإنه بعد أن عثر على كتاب غريب القرآن لأبي بكر السجستاني الذي يصفه بأنه:
كتاب فائق رائق عجيب غريب، والذي يظهر مما كتبه الشيخ وما اشتملت عليه قائمة مؤلفاته، و تاريخ تأليفه لهذا الكتاب، إنه كان بحاجة لمثل كتاب السجستاني لمراجعته في تدوين تفسيره الشهير بالمشارق الطريحية. ولما رأى الصعوبة في الاستفادة منه كما يقول في المقدمة: لأن المطلوب منه يعسر تناوله للقصور في ترتيبه والخلل في تبويبه ولأن السجستاني رحمه الله اقتصر على قسم من الألفاظ الغريبة واختصر تفسيرها مما لا يفي بالغرض ويجعل الباحث مضطرا للمراجعة في كتب اللغة والتفسير، خصوصا وقد تضاعفت الكلمات الغريبة في عصر الطريحي بتباعد الزمن، ولهذه الأسباب ولغيرها عرضت للشيخ فخر الدين فكرة التأليف في هذا العلم الخطير ليفي بالحاجة ويسد الفراغ الذي أحس به - والكتب في زمانه نادرة الحصول - ولهذا كله شرع في تأليفه هذا ورتبه على الحروف الهجائية جاعلا كل باب على أنواع منها ثم أفرد بابا لما يناسبه الانفراد من الألفاظ الغريبة مستخرجا للكلمات الغريبة حسب ترتيبها الهجائي ومثبتها في نوعها من الحروف ذاكرا لتفسيرها ومعانيها، جامعا بالإضافة لما في كتاب السجستاني ما في كتب اللغة والتفسير، مضيفا عليها ما تتبعه من كلمات غريبة لم تكن في واحد من الكتب المصنفة قبله، فجاء كتابه هذا جامعا للحسن بين الإضافة والوضع، وافيا بالغرض في إشباع التفسير وايراد الحجة وذكر النظائر، وتخليص المعاني، و تعريف القراءات وبيان الاعراب، وسماه نزهة الناظر وسرور الخاطر وتحفة الحاضر ومتاع المسافر، كما سماه ربيع الاخوان الموضح لكلمات القرآن، وعرف بعده بكشف غوامض القرآن، والغرائب القرآنية، وتفسير غريب القرآن.