قوله: " وهم العشيرة أن يبطئ حاسد " (1) أي أن يبطأهم حاسد أي: أن ينسبهم إلى البطؤ. وقوله (إن شانئك هو الأبتر) لا أنت هذا. تقديره: أي هو مبتور لا أنت، لأن ذكرك مرفوع مهما ذكرت ذكرت معي، وهو فصل. و (الأبتر): خبر إن.
النزول: قيل: نزلت السورة في العاص بن وائل السهمي، وذلك أنه رأى رسول الله (ص) يخرج من المسجد، فالتقيا عند باب بني سهم، وتحدثا وأناس من صناديد قريش جلوس في المسجد. فلما دخل العاص قالوا: من الذي كنت تتحدث معه؟ قال: ذلك الأبتر. وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله بن رسول الله (ص)، وهو من خديجة. وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر. فسمته قريش عند موت ابنه أبتر، وصنبورا، عن ابن عباس.
المعنى: خاطب سبحانه نبيه (ص) على وجه التعداد لنعمه عليه، فقال: (إنا أعطيناك الكوثر) اختلفوا في تفسير الكوثر فقيل: هو نهر في الجنة، عن عاثشة وابن عمر. قال ابن عباس: لما نزلت (إنا أعطيناك الكوثر) صعد رسول الله (ص) المنبر، فقرأها على الناس. فلما نزل قالوا: يا رسول الله! ما هذا الذي أعطاك الله؟ قال: نهر في الجنة، أشد بياضا من اللبن، وأشد استقامة من القدح، حافتاه قباب الدر والياقوت، ترده طير خضر لها أعناق كأعناق البخت. قالوا: يا رسول الله! ما أنعم تلك الطير! قال: أفلا أخبركم بأنعم منها؟ قالوا: بلى. قال: من أكل الطائر، وشرب الماء، وفاز برضوان الله.
وروي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: نهر في الجنة أعطاه الله نبيه (ص) عوضا من ابنه. وقيل: هو حوض النبي (ص) الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة، عن عطاء. وقال أنس: بينا رسول الله (ص) ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاء، ثم رفع رأسه مبتسما. فقلت: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: أنزلت علي آنفا سورة. فقرأ سورة الكوثر، ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله أعلم.
قال: " فإنه نهر وعدنيه عليه ربي خيرا كثيرا، هو حوضي، ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد نجوم السماء، فيختلج القرن منهم، فأقول: " يا رب إنهم من أمتي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " أورده مسلم في الصحيح. وقيل: