السبيل لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب (7) للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديرهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون (8) والذين تبوأوا الدار والأيمن من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (9) والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم (10)).
القراءة: قرأ أبو جعفر: (كيلا تكون) بالتاء (دولة) بالرفع. والباقون:
(يكون) بالياء (دولة) بالنصب.
الحجة: قال ابن جني: منهم من لا يفصل بين الدولة والدولة، ومنهم من يفصل بينهما فقال: الدولة بالفتح للملك. والدولة بالضم في الملك. وتكون هنا هي التامة أي: كيلا يقع دولة أو تحدث دولة. و (بين الأغنياء): إن شئت كانت صفة لدولة، وإن شئت كانت متعلقة بنفس دولة أي: تداولا بين الأغنياء. وإن شئت علقتها بنفس تكون أي: لا يحدث بين الأغنياء منكم. وإن شئت جعلتها كان الناقصة، وجعلت (بين) خبرا عنها. والأول أوجه، ومعناه كيلا تقع دولة فيه، أو عليه، يعني على المفاء من عند الله.
اللغة: الفئ: رد ما كان للمشركين على المسلمين بتمليك الله إياهم ذلك، على ما شرط فيه. يقال: فاء يفئ فيئا إذا رجع. وأفأته أنا عليه أي: رددته عليه.
والإيجاف: الإيضاع، وهو تسيير الخيل، أو الركاب، من وجف يجف وجيفا: وهو تحرك باضطراب. فالإيجاف: الإزعاج للسير، والركاب: الإبل. والخصاصة:
الإملاق والحاجة، وأصله الإختصاص، وهو الانفراد بالأمر. فكأنه انفراد الانسان