(8) بل هم في شك يلعبون (9) فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين (10) يغشى الناس هذا عذاب أليم (11).
احدى عشرة آية كوفي (1) في غيرهم.
القراءة: قرأ أهل الكوفة: (رب السماوات) بالجر. والباقون بالرفع.
الحجة: الرفع فيه على أحد أمرين: إما أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي: هو رب السماوات. وإما أن يكون مبتدأ وخبره الجملة التي عاد الذكر منها إليه، وهو قوله: (لا إله إلا هو) ويقويه قوله: (رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو). ومن قرأ بالجر جعله بدلا من ربك المتقدم ذكره. قال أبو الحسن: الرفع أحسن، وبه يقرأ.
الاعراب: (إنا كنا منذرين) جواب القسم دون قوله (إنا أنزلناه) لأنك لا تقسم بالشئ على نفسه. فإن القسم تأكيد خبر بخبر آخر فقوله: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) اعتراض بين القسم وجوابه. (أمرا من عندنا) في انتصابه وجهان أحدهما:
أن يكون نصبا على الحال وتقديره: إنا أنزلناه آمرين أمرا، كما يقال: جاء فلان مشيا وركضا أي: ماشيا وراكضا. وعلى هذا فيكون مصدرا موضوعا موضع الحال، وهذا اختيار الأخفش. ويجوز أن يكون تقديره ذا أمر، فحذف المضاف كما قال: (ولكن البر) بمعنى ذا البر والثاني: أن يكون منصوبا على المصدر، لأن معنى قوله (فيها يفرق) فيها يؤمر، قد دل يفرق على يؤمر. وقوله: (رحمة) منصوب على أنه مفعول له أي. أنزلناه للرحمة. وقال الأخفش: هو منصوب على الحال أي راحمين رحمة.
المعنى: (حم) مر بيانه (والكتاب المبين) أقسم سبحانه بالقرآن الدال على صحة نبوة نبينا (ص). وفيه بيان الأحكام، والفصل بين الحلال والحرام. وجواب القسم: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) أي إنا أنزلنا القرآن، والليلة المباركة هي ليلة القدر، عن ابن عباس وقتادة وابن زيد، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع). وقيل. هي ليلة النصف من شعبان، عن عكرمة. والأصح الأول،