و تناشدها الناس، ونحن معه، فمررنا بخادم تغسل الثياب، وتقول:
* فتن الشعبي لما * ولا تحفظ تتمة البيت، فوقف عليها ولقنها، وقال:
* رفع الطرف إليها * ثم ضحك وقال: أبعده الله! والله ما قضينا (1) لها إلا بالحق.
جاءت امرأة إلى قاض فقالت: مات بعلي وترك أبوين وابنا وبنى عم، فقال القاضي: لأبويه الثكل، ولابنه اليتم، ولك اللائمة، ولبني عمه الذلة، واحملي المال إلينا إلى أن ترتفع الخصوم!
لقي سفيان الثوري شريكا بعد ما استقضى، فقال له يا أبا عبد الله، بعد الاسلام والفقه والصلاح تلي القضاء! قال، يا أبا عبد الله، فهل للناس بد من قاض! قال: ولا بد يا أبا عبد الله للناس من شرطي.
وكان الحسن بن صالح بن حي يقول لما ولى شريك القضاء: أي شيخ أفسدوا.
قال أبو ذر رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا ذر، أعقل (2) ما أقول لك، جعل يرددها على ستة أيام، ثم قال لي في اليوم السابع: أوصيك بتقوى الله في سريرتك وعلانيتك، وإذا أسأت فأحسن، ولا تسألن أحدا شيئا ولو سقط سوطك، ولا تتقلدن أمانة، ولا تلين ولاية، ولا تكفلن يتيما، ولا تقضين بين اثنين ".
أراد عثمان بن عفان أن يستقضي عبد الله بن عمر، فقال له: ألست قد سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: " من استعاذ بالله فقد عاذ بمعاذ! " قال: بلى، قال فإني أعوذ بالله منك أن تستقضيني.
.