وأما الخيانة فلان الأمانة تقتضي تقليد الأعمال الأكفاء، فمن لم يعتمد ذلك فقد خان من ولاه.
ثم أمره بتخير من قد جرب، ومن هو من أهل البيوتات والأشراف لشدة الحرص على الشئ والخوف من فواته.
ثم أمره بإسباغ الأرزاق عليهم، فإن الجائع لا أمانة له ولأن الحجة تكون لازمه لهم إن خانوا لأنهم قد كفوا مؤنة أنفسهم وأهليهم بما فرض لهم من الأرزاق (1). ثم أمره بالتطلع عليهم وإذكاء (2) العيون والأرصاد على حركاتهم.
وحدوة باعث، يقال: حداني هذا الامر حدوة على كذا، وأصله سوق الإبل، ويقال للشمال حدواء، لأنها تسوق السحاب.
ثم أمره بمؤاخذة من ثبتت خيانته واستعاده المال منه، وقد صنع عمر كثيرا من ذلك، وذكرناه فيما تقدم.
قال بعض الأكاسرة لعامل من عماله: كيف نومك بالليل؟ قال: أنامه كله، قال:
أحسنت! لو سرقت ما نمت هذا النوم.
* * * الأصل:
وتفقد أمر الخراج بما يصلح أهله، فإن في صلاحه وصلاحهم صلاحا لمن سواهم، ولا صلاح لمن سواهم إلا بهم، لان الناس كلهم عيال على الخراج وأهله. وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج لان ذلك لا يدرك إلا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد، وأهلك .