(ابن المسيب) مفعول ذكر وهو سعيد. قال الترمذي في جامعه وقد روى بعض أصحاب الزهري هذا الحديث عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يقرؤن * (مالك يوم الدين) * انتهى كلام الترمذي (يقرؤون مالك يوم الدين) أي بإثبات الألف بعد الميم.
قال في الغيث قرأ عاصم وعلي بإثبات ألف بعد الميم والباقون بحذفها انتهى. وقال البغوي قرأ عاصم والكسائي ويعقوب * (مالك) * وقرأ الآخرون * (ملك) * قال قوم معنا هما واحد مثل فرهين وفارهين وحذرين وحاذرين انتهى (وأول من قرأها ملك يوم الدين) أي بحذف الألف بعد الميم (مروان) بن الحكم، وهذه مقولة للزهري وفي الدر: أخرج وكيع في تفسيره وعبد بن حميد وأبو داود وابنه عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يقرؤونها * (مالك يوم الدين) * وأول من قرأها ملك بغير ألف مروان انتهى.
قال الحافظ عماد الدين بن كثير في تفسيره: قرأ بعض القراء * (ملك يوم الدين) * وقرأ آخرون * (مالك) * وكلاهما صحيح متواتر في السبع، ويقال مالك بكسر اللام وبإسكانها ويقال مليك أيضا، وأشبع نافع كسرة الكاف فقرأ ملكي يوم الدين. وقد رجح كلا من القراءتين مرجحون من حيث المعنى وكلاهما صحيحة حسنة.
ورجح الزمخشري ملك لأنها قراءة أهل الحرمين ولقوله * (لمن الملك اليوم) * * (قوله الحق وله الملك) * وحكي عن أبي حنيفة أنه قرأ * (ملك يوم الدين) * على أنه فعل وفاعل ومفعول وهذا شاذ غريب جد.
وقد روى أبو بكر بن أبي داود في ذلك شيئا غريبا حيث قال حدثنا أبو عبد الرحمن الأزدي حدثنا عبد الوهاب بن عدي بن الفضل عن أبي المطرف عن ابن شهاب أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وابنه يزيد بن معاوية كانوا يقرؤون * (مالك يوم الدين) * قال ابن شهاب وأول من أحدث * (ملك) * مروان. قلت مروان عنده علم بصحتها قرأه لم يطلع عليه ابن شهاب والله أعلم.
وقد روي من طرق متعددة أوردها ابن مردويه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأها * (مالك يوم الدين) * انتهى كلام الحافظ ابن كثير (قال أبو داود هذا) أي حديث الزهري المرسل (أصح من) حيث الإسناد من (حديث الزهري عن أنس) المتصل وحديث أنس هذا أخرجه الترمذي بقوله حدثنا أبو بكر محمد بن أبان أخبرنا أيوب بن سويد الرملي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن