قال المنذري: وقد أخرج مسلم في صحيحه وأبو داود في كتاب الصلاة قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله عز وجل معك أعظم؟
الحديث.
(أنه قرأ) أي في سورة يوسف * (هيت لك) * بفتح الهاء. قال البغوي: أي هلم وأقبل وهي قراءة أهل الكوفة والبصرة بفتح الهاء والتاء.
وقرأ أهل المدينة والشام بكسر الهاء وفتح التاء. وقرأ ابن كثير بفتح الهاء وضم التاء.
وقرأ السلمي وقتادة هئت لك بكسر الهاء وضم التاء مهموزا يعني تهيأت لك، وأنكره أبو عمرو والكسائي وقالا لم يحك هذا عن العرب والأول هو المعروف عند العرب. قال ابن مسعود رضي الله عنه أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم * (هيت لك) * قال أبو عبيدة كأن الكسائي يقول هي لغة لأهل حوران وقعت إلى الحجاز معناها تعال. وقال عكرمة أيضا بالحورانية هلم. وقال مجاهد وغيره هي لغة غريبة وهي كلمة حث وإقبال على الشئ. قال أبو عبيدة إن العرب لا تثنى هيت ولا تجمع ولا تؤنث وإنها بصورة واحدة في كل حال انتهى. وفي صحيح البخاري عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قالت: * (هيت لك) * قال وإنما نقرؤها كما علمنا ها انتهى وفي الدر المنثور: وأخرج عبد الرزاق والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي وائل قال قرأها عبد الله * (هيت لك) * بفتح الهاء والتاء فقلنا إن ناسا يقرأونها * (هيت لك) * فقال دعوني فإني أقرأكما أقرئت أحب إلي.
وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ * (هيت لك) * ينصب الهاء والتاء ولا يهمز. وأخرج أبو عبيدة وابن المنذر وأبو الشيخ عن يحيى بن وثاب إنه قرأها * (هيت لك) * يعني بكسر الهاء وضم التاء يعني تهيأت لك.
وأخرج أبو عبيدة وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قرأ * (هئت لك) * مكسورة الهاء مضمومة التاء مهموزة قال تهيأت لك.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي وائل أنه كان يقرأ * (هئت لك) * رفع أي تهيأت لك.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة عن زر بن حبيش أنه كان يقرأ * (هيت لك) * نصبا أي هلم