نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٢ - الصفحة ٦٧١
هذا وليي فاتركيه، وهذا عدوي فخذيه (12).
ثم أخذ أمير المؤمنين عليه السلام بيد الحارث، فقال: يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله صلى الله وآله بيدي فقال لي - وقد شكوت إليه حسد قريش والمنافقين لي -: إنه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله وبحجزته - يعني عصمة من ذي العرش تعالى - وأخذت أنت يا علي بحجزتي، وأخذ ذريتك بحجزتك، وأخذ شيعتكم بحجزتكم. فماذا يصنع الله بنبيه، وما يصنع نبيه بوصيه؟!
خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة: أنت مع من أحببت، ولك ما اكتسبت.
- يقولها ثلاثا -.
فقام الحارث يجر رداءه وهو يقول: ما أبالي بعدها متى لقيت الموت أو لقيني (13).

(١٢) وهذا هو المعروف بحديث (قسيم النار). ورواه ابن عساكر في الحديث (٧٥٣) وتواليه من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج ٣٨ ص ٣١ وفي ط ١: ج ٢ ص ٢٤٣، ورواه أيضا في الباب (١٣٩) وما بعده من غاية المرام ص ٦٨٢، ورواه أيضا الكنجي في الباب (٣) من كفاية الطالب ص ٦٨، ورواه أيضا العلامة الأميني في شرح قول العبدي:
وعليك الورود تسقى من الحو * ض ومن شئت ينثني محروما كما في الغدير: ج ٢ ص ٣٢١، ط ٢، وذكره أيضا في ج ٣ ص ٢٩٩، وذكره أيضا مشروحا في مادة قسم من النهاية وتاج العروس.
(13) وبعده في المصادر الثلاثة هكذا: قال جميل بن صالح: وأنشدني أبو هاشم السيد الحميري رحمه الله فيما تضمنه هذا الخبر:
قول علي لحارث عجب * كم ثم أعجوبة له حملا يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا يعرفني طرفه وأعرفه * بنعته واسمه وما عملا وأنت عند الصراط تعرفني * فلا تخف عثرة ولا زللا أسقيك من بارد على ظمأ * تخاله في الحلاوة العسلا أقول للنار حين توقف للعرض * دعيه لا تقربي الرجلا دعيه لا تقريبه إن له * حبلا بحبل الوصي متصلا أقول: وهذا المعنى مقطوع الصدور عنه عليه السلام: وقد رواه عنه عليه السلام بعد المحدثين شعراء المسلمين عربا وعجما، قال الشيخ سعدي الشيرازي:
أي كه كفتي فمن يمت يرني * جان فداي كلام دلجويت كاش روزي هزار مرتبه من * مردمي تابديدمي رويت
(٦٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 666 667 668 669 670 671 672 673 674 675 676 ... » »»
الفهرست