هاتي أحجى (15) فصبرت وفي العين قذى!!! وفي الحق شجى!!! (16) أرى تراثي نهبا!!! (17) حتى إذا مضى [الأول] لسبيله عقدها لأخي عدي بعده!!! (18).
(١٥) هاتا بمعنى هذه، والهاء فيها للتنبيه، و (تا) إشارة إلى المؤنث، وهي - هنا - الطخية الموصوفة بالعمياء. قال العسكري: و (أحجى):
أولى، يقال: هذا أحجى من هذا وأخلق وأحرى وأوجب، كله قريب المعنى. أي بعد ما تفكرت ودققت النظر رأيت أن الصبر على هذه الحالة وتجرع الغصص أولى من المصاولة بلا نصير.
(١٦) وفي بعض المصادر: (فصبرت وفي العين قذى وفي القلب صلى وفي الحلق شجى!!!) و (القذى): ما يقع في العين من تبن أو تراب أو وسخ. و (الصلى) - على زنة عصى، والصلاء كرضاء -: النار أو العظيمة منها. وقودها. و (الشجى): ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه.
(١٧) التراث كالوراث: الميراث: ما يبقى بعد وفاة الإنسان من تركته.
(١٨) كذا في معاني الأخبار، وفي كتاب الجمل ص 92: (حتى إذا حضر أجله جعلها في صاحبه عمر). وفي غير واحد من النسخ المطبوعة والمخطوطة من علل الشرائع هكذا: (حتى إذا مضى لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده عقدها لأخي عدي بعده...). ولا ريب أن جملة: (فأدلى بها إلى فلان بعده) إما كانت في الأصل مؤخرة عما بعدها وبدلا عنها - أو العكس - فأخل الجهال من الكتبة أن يشيروا إلى علامة البدلية، أو أنها كانت في الهامش مأخوذة من نهج البلاغة، أو رآها الكاتب في نهج البلاغة أو غيره من مصادر الخطبة فظن أنها لا بدأن تكون جزءا للكلام في جميع الطرق والأصول فأدرجها في المتن.