أن أصول بيد جذاء (11) أو أصبر على طخية عمياء (12) يشيب فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير (13) ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه!!! (14) فرأيت أن الصبر على
(١١) قال العسكري: (طفقت): أقبلت وأخذت. و (أرتئي):
أفكر وأستعمل الرأي وأنظر في (أن أصول بيد جذاء) وهي المقطوعة، وأراد [أمير المؤمنين عليه السلام من قوله: (بيد جذاء) بيد جذاء]: قلة الناصر.
وقال في مادة (جذذ) من النهاية ولسان العرب وتاج العروس: وفي حديث علي: (أصول بيد جذاء) أي مقطوعة، كنى به عن قصور أصحابه وتقاعدهم عن الغزو، فإن الجند للأمير كاليد. وقال في مادة: (حذذ) من لسان العرب - وكذلك في النهاية -: وفي حديث علي رضوان الله عليه:
(أصول بيد حذاء) أي قصيرة لا تمتد إلى ما أريد.
(12) الطخية - بتثليث الطاء وسكون الخاء -: الظلمة. وقال العسكري:
فللطخية موضعان: أحدهما الظلمة، والآخر: الغم والحزن، يقال: (أجد على قلبي طخيا) أي حزنا وغما. وهو هنا يجمع الظلمة والغم والحزن.
(13) يقال: (هرم فلان - من باب علم - هرما - كفرحا - ومهرما ومهرمة): ضعف وبلغ أقصى الكبر.
(14) يقال: (كدح في العمل - من باب منع - كدحا): جهد نفسه فيه وكد حتى أثر فيها. وقال العسكري: أي يدأب [أي يجد ويتعب] ويكسب لنفسه ولا يعطى حقه.