مستقرها وعرش استواها بإذن الله - رئيس سائر الأعضاء وإمامها... " (1).
ومن الأحاديث المهمة التي اختارها الشيخ الكليني - قدس سره في كتاب الحجة، الحديث الرابع من باب الاضطرار إلى الحجة، وفيه من الفوائد المهمة التي سنأتي على ذكرها إن شاء الله بعد سرد نص الحديث.
الكليني بإسناده عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فورد عليه رجل من أهل الشام فقال: إني رجل صاحب كلام وفقه وفرائض، وقد جئت لمناظرة أصحابك، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كلامك من كلام رسول الله صلى اله عليه وآله أو من عندك؟ " فقال: من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله ومن عندي، فقال أبو عبد الله عليه السلام:
" فأنت إذن شريك رسول الله " قال: لا، قال: " فسمعت الوحي عن الله عز وجل يخبرك "، قال: لا، قال: " فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله "، قال: لا، فالتفت أبو عبد الله عليه السلام إلى فقال: " يا يونس بن يعقوب، هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلم "، ثم قال: " يا يونس، لو كنت تحسن الكلام كلمته "، قال يونس: فيا لها من حسرة، فقلت: جعلت فداك، إني سمعتك تنهى عن الكلام وتقول: " ويل لأصحاب الكلام، يقولون: هذا ينقاد وهذا لا ينقاد، وهذا ينساق وهذا لا ينساق، وهذا نعقله وهذا لا نعقله "، فقال أبو عبد الله عليه السلام: " إنما قلت: فويل لهم أن تركوا ما أقول وذهبوا إلى ما يريدون "، ثم قال لي: " اخرج إلى الباب فانظر من ترى من المتكلمين فأدخله ". قال: فأدخلت حمران بن أعين وكان يحسن الكلام، وأدخلت قيس بن الماصر وكان عندي أحسنهم كلاما، وكان قد تعلم الكلام من علي بن الحسين عليهما السلام، فلما استقر بنا المجلس - وكان أبو عبد الله عليه السلام قبل الحج يستقر أياما في جبل في طرف الحرم في فازة له مضروبة - قال: فأخرج أبو عبد الله عليه السلام رأسه من