متأهب للتهديدات الصادرة منها بحقه (1).
ثم ظاهرة الرشوة قد تميزت بها أم الخليفة، وأصبح ديدنها جمع المال بأي طريق كان، لهذا تقدم الوزراء بالولاء التام لها، وضمنوا الوزارة بمال كبير يدفعه الوزير قبل تعينه للمنصب، فهذا الوزير عبيد الله بن يحيى الخاقاني قد ضمن لها مائة ألف دينار جراء تدخلها لتقليده الوزارة بعد وزارة ابن الفرات الأولى، ثم جرت العادة على كل وزير أن يضمن الوزارة مقابل مبلغ من المال يدفع إلى أم الخليفة المقتدر، فلم يتمكن الوزير ابن الفرات من العودة إلى الوزارة ثانية إلا بعد أن تعهد للسيدة ان يدفع لها في كل يوم 333 دينارا وثلث (2) الدينار.
لهذا فقد اجتمعت عند أم الخليفة (شغب) أموالا طائلة استأثرتها لنفسها دون منازع، قال ابن الأثير: " إن دخلها من أملاكها بلغ ألف ألف دينار في السنة " (3).
ولما حلت أزمة مالية عام 317 ه من جراء بعض الفتن وحركة القاهر بالله أخرجوا من بيتها في الرصافة ستمائة ألف دينار كانت مخبأة هناك (4).
ومن جراء ابتزازها الأموال بالطرق الملتوية وغير المشروعة أن حصلت على الضياع، والبساتين، والعقارات، والأراضي، والدور، حتى أصبحت أكبر شخصية إقطاعية في الدولة، إلا أن التاريخ يحدثنا حول هذه المرأة الشغوف بحب المال أن جلبت إليها الويلات الكبيرة التي أودت بحياتها من جراء تنافسها للحصول على أكبر قدر ممكن من المال بأي سبب كان.
وقد سلط عليها الخليفة القاهر - بعد مقتل ولدها الخليفة المقتدر -، إذ ضربها