أشد ما يكون الضرب، وعلقها من رجلها، حتى أن البول كان يسيل على وجهها، حتى تعترف بما لديها من المال والمصوغ والثياب، ولكنها لم تعترف بشئ (1)، غير أنها لم تلبث إلا قليلا حتى أقرت بما عندها من الثياب، والحلي، والمصوغات، والمجوهرات، وصناديق خاصة بلغت قيمتها مائة ألف وثلاثون ألف دينار (2).
وقد رضخت من شدة تعذيب القاهر لها في أن تحل جميع وقفياتها، فبيع منها الضياع الخاصة الفراتية، والعباسية، والمستحدثة، والمرتجعة، وما يجري مجراها في سائر النواحي (3)، حتى بلغ قيمة ما بيع نصف مليون دينار، كما ذكره ابن مسكويه.
كيفما كان فقد انتهت حياة هذه المرأة الولوع بالمال والجاه والسلطة والرشوة، انتهت بأبشع صورة بعد ما كانت الشخصية الأولى في الدولة.
ومن المظاهر البارزة في زمن المقتدر امتداد نفوذ بعض الخدم وتطاولهم في سياسة الدولة، والقبض على زمام الأمور فترة من الزمن، وهؤلاء الخدم كان لهم دور كبير في جلب الخلافة إلى المقتدر، وتنصيبه على المسلمين، كما أن عدد الخدم في بلاط الخليفة قد ازداد عما كان عليه زمن المكتفي.
إن عدد ما احصي في دار الخلافة كما قال ابن الطقطقي: " أحد عشر ألف خادم خصي، غير الصقالبة، وأبناء الفرس والروم والسودان " (4).
من أبرز هؤلاء الخدم: [صافي الحرمي]، الذي أسدى للمقتدر فضلا كبيرا، ومواقف تعد ذات أهمية وخطيرة في حياة الدولة الاسلامية في العصر العباسي ".