عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أيوب النبي عليه السلام حين دعا ربه: يا رب كيف ابتليتني بهذا البلاء الذي لم تبتل به أحدا؟ فوعزتك إنك تعلم أنه ما عرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة إلا عملت بأشدهما على بدني، قال: فنودي: ومن فعل ذلك بك يا أيوب؟ قال: فأخذ التراب فوضعه على رأسه، ثم قال: أنت يا رب (1).
37 - عدة الداعي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وهو محبط للعمل، وهو داعية المقت من الله سبحانه (2).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: سيئة تسوؤك خير من حسنة تعجبك.
وعن الصادق عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام يا داود بشر المذنبين، وانذر الصديقين، قال: كيف ابشر المذنبين وانذر الصديقين؟
قال: يا داود بشر المذنبين بأني أقبل التوبة وأعفو عن الذنب، وأنذر الصديقين أن يعجبوا بأعمالهم فإنه ليس عبد يعجب بالحسنات إلا هلك وفي رواية أخرى فإنه ليس عبد ناقشته الحسنات إلا هلك.
وعن أبي جعفر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال: قال الله تعالى: أنا أعلم بما يصلح به أمر عبادي وإن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادته فيقوم من رقاده ولذيذ وساده، فيجتهد ويتعب نفسه في عبادتي، فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظرا مني له، وإبقاء عليه، فينام حتى يصبح، فيقوم ماقتا لنفسه زاريا عليها، ولو أخلي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله من ذلك العجب باعماله فيأتيه ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله، ورضاه عن نفسه، حتى يظن أنه قد فاق العابدين، وجاز في عبادته حد التقصير فيتباعد مني عند ذلك، وهو يظن أنه تقرب إلي.
ومن طريق آخر رواه صاحب الجواهر بزيادة على هذا الكلام تتمة له: