بيان: قد مر تفسير طوبى (1) وقوله: " بالصبر " إما للسببية أي طوبى لهم بسبب الصبر أو للملابسة فيكون حالا عن المساكين، ولا يبعد أن يقرء المساكين بالتشديد للمبالغة أي المتمسكين كثيرا بالصبر.
ورؤية ملكوت السماوات والأرض للكمل منهم، وهم الأنبياء والأوصياء ومن يقرب منهم من الأولياء، ويمكن أن يكون لرؤية ملكوت السماوات والأرض مراتب يحصل لكل منهم مرتبة يليق بهم، فمنهم من يتفكر في خلق السماوات والأرض ونظام العالم، فيعلم بذلك قدرته تعالى وحكمته، وأنه لم يخلقها عبثا بل خلقها لأمر عظيم، وهو عبادة الله سبحانه ومعرفته، كما قال تعالى: " يتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا " (2).
ومنهم من يتفكر في أن خالق السماوات والأرض لا يكون عاجزا ولا بخيلا فلم يفقرهم ويحوجهم الا لمصلحة عظيمة فيصبر على بلاء الله ويرضى بقضائه