قدر يكفه عن الناس ويغنيه عن سؤالهم ثم بالغ عليه السلام في أن نصيبهم القوت بقوله شرقوا - الخ وهو كناية عن الجد في الطلب والسير في أطراف الأرض.
11 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن سعدان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام إن الله عز وجل يلتفت يوم القيامة إلى فقراء المؤمنين شبيها بالمعتذر إليهم، فيقول: وعزتي وجلالي ما أفقرتكم في الدنيا من هوان بكم علي ولترون ما أصنع بكم اليوم فمن زود أحدا منكم في دار الدنيا معروفا فخذوا بيده فأدخلوه الجنة، قال: فيقول رجل منهم: يا رب أهل الدنيا تنافسوا في دنياهم فنكحوا النساء، ولبسوا الثياب اللينة، وأكلوا الطعام، وسكنوا الدور، وركبوا المشهور من الدواب، فأعطني مثل ما أعطيتهم فيقول تبارك وتعالى لك ولكل عبد منكم مثل ما أعطيت أهل الدنيا منذ كانت إلى أن انقضت الدنيا سبعون ضعفا (1).
بيان: " ولترون " بسكون الواو وتخفيف النون أو بضم الواو وتشديد النون المؤكدة " ما أصنع " ما موصولة أو استفهامية " فمن زود " على بناء التفعيل أي أعطى الزاد للسفر، كما ذكره الأكثر أو مطلقا فيشمل الحضر في المصباح زاد المسافر: طعامه المتخذ لسفره وتزود لسفره وزودته أعطيته زادا، ونحوه قال الجوهري وغيره لكن قال الراغب: الزاد المدخر الزائد على ما يحتاج إليه في الوقت " منكم " أي أحدا منكم كما في بعض النسخ، وقيل: " من " هنا اسم بمعنى البعض، وقيل: معروفا صفة للمفعول المطلق المحذوف أي تزويدا معروفا وفي النهاية التنافس من المنافسة وهي الرغبة في الشئ والانفراد به وهو من الشئ النفيس الجيد في نوعه ونافست في الشئ منافسة ونفاسا إذا رغبت فيه، ونفس بالضم نفاسة أي صار مرغوبا فيه ونفست به بالكسر أي بخلت ونفست عليه الشئ نفاسة إذا لم تره له أهلا.
والمشهور من الدواب التي اشتهرت بالنفاسة والحسن، في القاموس المشهور