قال: قلت له: أي الأعمال هو أفضل بعد المعرفة؟ قال: ما من شئ بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة، ولا بعد المعرفة والصلاة شئ تعدل الزكاة، ولا بعد ذلك شئ يعدل الصوم، ولا بعد ذلك شئ يعدل الحج، وفاتحة ذلك كله معرفتنا وخاتمته معرفتنا، ولا شئ بعد ذلك كبر الاخوان، والمواساة ببذل الدينار والدرهم، فإنهما حجران ممسوخان بهما امتحن الله خلقه بعد الذي عددت لك، وما رأيت شيئا أسرع غنا ولا أنفى للفقر من إدمان حج هذا البيت، وصلاة فريضة تعدل عند الله ألف حجة وألف عمره مبرورات متقبلات، والحجة عنده خير من بيت مملو ذهبا لا بل خير من ملء الدنيا ذهبا وفضة ينفقه في سبيل الله عز وجل، والذي بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا لقضاء حاجة امرئ مسلم وتنفيس كربته أفضل من حجة وطواف وحجة وطواف حتى عقد عشرة ثم خلا يده وقال: اتقوا الله ولا تملوا من الخير، ولا تكسلوا، فان الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله غنيان عنكم وعن أعمالكم وأنتم الفقراء إلى الله عز وجل وإنما أراد الله عز وجل بلطفه سببا يدخلكم به الجنة (1).
ورواه، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن حميد، عن القاسم بن إسماعيل عن زريق عنه عليه السلام مثله.
114 - أمالي الطوسي: باسناده، عن إبراهيم بن مهزيار، عن جعفر بن بشير، عن سيف عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أخرجه الله من ذل المعاصي إلى عز التقوى أغناه الله بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا بشر، ومن خاف الله أخاف الله منه كل شئ ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شئ، ومن رضي باليسير من المعاش رضي الله منه باليسير من العمل، ومن لم يستحي من طلب الحلال خفت مؤنته، ونعم أهله ومن زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه وأطلق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها، وأخرجه الله من الدنيا سالما إلى دار السلام (2).