على فعلها، والتمرن عليها، لان المرون على الفعل يكسب الفاعل ملكة تقتضي سهولة عليه، والعون ههنا هو اللطف المقرب من الطاعة، المبعد من القبيح ولما كان العون من الله سبحانه مستهلا للقول أطلق عليه من باب التوسع أنه يقول على الألسنة ولما كان الله تعالى هو الذي يثبت كما قال " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت " (1) نسب التثبيت إلى اللطف لأنه من فعل الله.
وقال ابن ميثم: (2) قوله عليه السلام " ألا وإن الله " ترغيب للسامعين أن يكونوا من أهل الخير، ودعائم الحق، وعصم الطاعة، وكأنه عنى بالعون القرآن، قال تعالى: " لنثبت به فؤادك " (3).
و " فيه كفاء " أي في ذلك العون كفاية لطالبي الاكتفاء، أي من الكمالات النفسانية " وشفاء " لمن طلب الشفاء من أمراض الرذائل الموبقة، ويمكن أن يكون المراد بأهل الخير الأتقياء، وبدعائم الحق النبي والأئمة عليهم السلام وبعصم الطاعة العبادات التي توجب التوفيق من الله سبحانه وترك المعاصي الموجبة لسلبه أو الملائكة العاصمة للعباد عن اتباع الشياطين، وبالعون الملائكة المرغبة في طاعة الله كما ورد في الاخبار.
و " المستحفظين " في أكثر النسخ بالنصب على صيغة اسم المفعول، وهو أظهر يقال استحفظته إياه أي سألته أن يحفظه وفي بعض النسخ على صيغة اسم الفاعل أي الطالبين للحفظ وفي بعض النسخ بالرفع حملا على المحل وكونه خبرا بعيد والمراد بهم الأئمة عليهم السلام كما ورد في الأدعية والاخبار، وقال الشراح: المراد بهم العارفون أو الصالحون.
" يصونون مصونه " أي يكتمون ما ينبغي أن يكتم من أسرار علمه من غير أهله " ويفجرون عيونه " أي يفيضون ما ينبغي إفاضته على عامة الناس، أو كل علم