قدرتهم عليه " والقرآن دثارا " أي يلازمون القرآن والدعاء كلزوم الدثار والشعار للانسان، فيدل على أن الدعاء أفضل لان الشعار أهم وأخص وألصق، أو يبتدؤن بالتلاوة قبل النوم بلا دثار كما يبتدئ غيرهم بتحصيل الدثار ولبسه، وفي النهج " والقرآن شعارا والدعاء دثارا " فالامر بالعكس في الاشعار بالفضل " وأكف نقية " أي عن التلوث بالحرام والشبهة أو " شاعرا " أي بالباطل وفي المصباح الشرطة وزان غرفة، وفتح الراء وزان رطبة لغة قليلة، وهي الجند، وصاحب الشرطة الحاكم، والجمع شرط مثل رطب، وهم أعوان السلطان، وإذا نسب إلى هذا قيل:
شرطي بالسكون، والعريف القيم بأمور القبيلة، وفي النهاية العرطبة العود، وقيل:
الطنبور، وقال: الكوبة النرد، وقيل: الطبل، وقيل: البربط.
9 - أقول: قد روي هذا الخبر في النهج هكذا: وعن نوف البكالي قال: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة وقد خرج من فراشه فنظر إلى النجوم فقال: يا نوف أراقد أنت أم رامق؟ فقلت: بل رامق يا أمير المؤمنين، فقال: يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا، والقرآن شعارا، والدعاء دثارا، ثم قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح عليه السلام.
يا نوف إن داود عليه السلام قام في مثل هذه الساعة من الليل، فقال: إنها ساعة لا يدعو فيها عبد ربه إلا استجيب له، إلا أن يكون عشارا أو عريفا أو شرطيا أو صاحب عرطبة وهي الطنبور، أو صاحب كوبة وهي الطبل، وقد قيل أيضا إن العرطبة الطبل والكوبة الطنبور انتهى (1).
وقال الجوهري: نوف البكالي كان حاجب أمير المؤمنين عليه السلام وقال ابن ميثم:
البكالي بكسر الباء منسوب إلى بكالة قرية من اليمن، وأقول: في بعض النسخ البكالي بفتح الباء، والرقد بالفتح والرقاد والرقود بضمهما النوم، والرقاد خاص