إلى مرضاه وثوابه.
فان صدقت نفسي في التوبة على التحقيق والا فلسان حال عقلي تائب إليه بكل طريق من طرق التوفيق، وسمعنا قولك أيها الملك عن سيدنا وسلطاننا الذي هو أهل لرحمتنا وقبولنا: هل من مستغفر فاغفر له؟ وانا مملوكه المستغفر من كل ما يكرهه منى المستجير به في العفو عنى فان صدق قلبي ولساني في الاستغفار والا فلسان حال عقلي وما انا عليه بالاضطرار والاعسار والانكسار يستغفر عنى بين يدي جلالته وعفوه ورحمته وانا ذليل حقير بين عزته ورأفته.
وقد جعلت أيها الملك ما قد ذكرته من سؤالي وتوبتي واستغفاري وافتقاري وذلي وانكساري أمانة مسلمة إليك تعرضها من باب الحلم والكرم والرحمة والجود على من أنعم علينا وبعثك وأرسلك إلينا، وفتح بين يدينا أبواب التوصل إليه فيما تعرضه إليه.
قال: وان لم تحفظ ما ذكرناه ولا تهيأ لك ان تتلوه من هذا فاكتبه في رقعة وتكون معك أو تحت رأسك وتحفظها كما تحفظ عزيز قماشك، فإذا كان في الثلث الأخير من كل ليلة تخرجها بين يديك، وتقول: أيها الملك المنادى عن ارحم الراحمين وأكرم الأكرمين هذه قصتي قد سلمتها إليك مالي لسان ولا جنان يصلح لكلام اعرضه عليك وهذا اخر كلامه ورحمة الله عليه.
وأنا أقول: ان تيسر لك ا تدعو في ذلك الوقت بما وظفه أهل البيت عليهم السلام وعلموك من أدعيتهم فبخ بخ، وان لم يتفق لك ذلك فقل: اللهم إني آمنت بك وصدقت رسولك وآل رسولك صلواتك عليه وعليهم فيما أخبروا به عن مكارم لطفك وأوانس عفوك اللهم فصل على محمد وأهل بيته وأشركني في صالح (صلاح) ما دعيت به في هذه الليلة من عاجل الدنيا وآجل الآخرة ثم افعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما انا أهله يا أرحم الراحمين وصل على محمد وآله الطاهرين.