موسى عليه السلام وما صار أمره وما شأنه، فبقوا في هذه الحالة ثلاثة أيام، ثم أنشأ الله علا شأنه سحابا سمعوا منه أنه ينادي: مات موسى وأي نفس لا تموت فعلموا أن الله قبضه).
ومن ذلك ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الحادي والعشرين بعد المأتين من المتفق عليه من مسند أبي هريرة يرويه عن نبيهم قال في صفة حال الخلق يوم القيامة: وأنهم يأتون آدم ويسألونه الشفاعة فيعتذر إليهم، فيأتون نوحا فيعتذر إليهم، فيأتون إبراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، أشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول لهم إبراهيم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله، وإني كنت كذبت ثلاث كذبات. قال الحميدي: فذكرها أبو كتان يحيى بن سعيد بن كناني في الحديث: نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري (1).
(قال عبد المحمود): كيف جاز لهؤلاء الأربعة المذاهب أن يذكروا عن نبيهم مثل هذه ويصححوه؟ وقد ذكروا عنه أنه ما كان يقبح ذكر أحد من رعيته وأمته ويستر على الخلائق بجهده، فكيف صدقوا عنه أنه يقول ذلك عن إبراهيم خليل الله ورسوله وجد محمد " ص " والذي أحال في كتابهم الإسلام إليه، فقال " ملة أبيكم إبراهيم " (2)، ويقولون في توجههم: على ملة إبراهيم وقال في كتابهم " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم " (2).
ومع ذلك تراهم قد بلغوا من الجهل إلى أن يقولوا على الله أنه أمرهم باتباع ملة إبراهيم والتأسي به فيما لفقوه عليه من الكذب، أتراهم لو سمعوا