الذي كماله أشهر من كل مشتهر أن يجهلوا الفرق بين علي بن أبي طالب عليه السلام وبين أبي بكر وعثمان، أو يفضلون على علي عليه السلام من هو دونه من البشر وذلك لأن معهم تلك العقول السقيمة، فلا يستبعد أن توقعهم في المهالك الذميمة.
ومن يك ذا فم مر مريض * يجد مرا به الماء الزلالا * (مبيت علي عليه السلام في فراش رسول الله (ص)) * ومن آيات الله ورسوله في علي بن أبي طالب عليه السلام التي انفرد بها عن سائر المسلمين وكانت سببا لانتظام الرسالة وبقاء الدين بمقتضى رواية رجال الأربعة المذاهب وروايتهم لحديث من يؤازرني وينصرني يكون وصيي، وقد تقدم فإنه لم يقم بذلك أحد سواه.
ومن ذلك مبيته عليه السلام على فراش النبي الأمي (ص) يفديه بمهجته ولولا هذا المبيت وفكاكه من الأعداء ما تمكن من هجرته ولإتمام رسالته، ومن المعلوم أن أتباع الأنبياء والرؤساء والأمراء متى انكسر الرئيس أو اندفع النبي أو هرب الأمير لم يبق لمن تبعه قوة على ثبوت قدم ولا رفع علم ويكلف ما عجز عنه رئيسه ومتقدمه، وعلي بن أبي طالب عليه السلام يقف ويبيت في الوقت الذي اندفع فيه رئيسه ونبيه ومتقدمه.
ثم العجب أنه حكى ما كان الأمر مقصورا على أنه يبيت في موضع النبي صلى الله عليه وآله بعض الليل أو كل الليل فحسب حتى يبعد النبي عن مكة، فإنه لو كان الأمر كذلك كان أهون ولكنه تكلف أنه يفديه بنفسه ويصبح بين