قدحه في الأنبياء وتقبيحه لذكرهم؟ وكيف يجوز تصديق من يروي مثل ذلك عنه؟ وكيف يجوز لعاقل أن يقتدي بقوم هذه صفاتهم أو يثق برواياتهم.
ومن ذلك ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين أيضا في الحديث السادس والستين من المتفق عليه من مسند أبي هريرة قال: إن رسول الله " ص " قال: قرصت نملة نبيا من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله تعالى إليه إن قد قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح (1).
(قال عبد المحمود): هل يليق بعاقل يعرف سنة الأنبياء أن يصدق عن أحد منهم الطعن في بعضهم، وخاصة من قد شهدوا أنه أكمل الأنبياء، فكيف يصدق عن أكملهم أنه يجاهر بذمهم ويذكر لهم عيوبا وهو الذي صدقهم وزكاهم ومدحهم وعرف أمته بهم؟ وهل كان يقع من نبي مثل هذه الحركات التي لا تقع إلا من الملوك الجبارين؟ والذين لا يفكرون في سخط مالك يوم الدين حتى يقولوا عن نبيهم مثل هذه المقالة.
ومن ذلك ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند أنس بن مالك في الحديث السادس والخمسين من المتفق عليه وهو حديث طويل يتضمن ذم هؤلاء الأربعة المذاهب لجماعة من الأنبياء وغلطهم في ذلك على من وصفوه بأنه أكمل الأنبياء.
ومن ذلك ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الرابع والأربعين من المتفق عليه من مسند أبي هريرة قال: بينما الحبشة يلعبون عند النبي " ص " بحرابهم إذ دخل عمر بن الخطاب فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها، فقال له رسول " ص ": دعهم يا عمر (2).