وروى الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين حديثا في المعنى مثل هذا، وهو أن محمدا نبيهم " ص " كان جالسا وعنده جوار يتغنين ويلعبن، فجاء عمر فاستأذن فقال النبي " ص ": اسكتن فسكتن، فدخل عمر فقضى حاجته ثم خرج، فقال لهن محمد نبيهم: عدن إلى الغناء فعدن إلى الغناء، فقلن: يا رسول الله " ص " من هذا الذي كل ما جاء قلت اسكتن وكلما خرج قلت عدن إلى الغناء، فقالوا عن نبيهم محمد " ص " أنه قال: هذا رجل لا يؤثر سماع الباطل ونحو ذلك.
ورووا في صحاحهم عدة أحاديث يتضمن أمثال ذلك تركنا ذكرها كراهية الإطالة.
وقد روى مسلم منها في صحيحه سبعة أحاديث في المجلد الأول بنحو هذه المعاني تنفر منها عقول العارفين بالأنبياء ولا يثبت مثلها عن أكمل العقلاء.
(قال عبد المحمود): يا أهل العقول يا ذوي البصائر انظروا في عقول هؤلاء الذين رووا مثل هذا عن نبيهم وصدقوا قائله، وتفكروا هل يجوز أن يقتدي عاقل بهم؟ أو يثق برواياتهم، أو يسكن إلى بصائرهم؟ ويغلب الظن أنه ما حملهم على الكذب في ذلك على نبيهم إلا قصدهم لمدح عمر وكونه أنكر على النبي " ص " وأرشده إلى الصواب في هذه الأسباب.
ولئن كان عمر يعتقد في نفسه أو يعتقد له أحد منهم أنه أكمل من النبي المبعوث إليه فإنه كفر صريح من معتقد ذلك وتقبيح لذكر الله والإسلام وبهت للعقول والأفهام.
أبعد الله من رحمته قوما بلغوا من الجهل وتعمد الكذب إلى هذه الغاية وما سمعنا عن أمة من الأمم أنها تبلغ في حق نبيها وتقبيح ذكره إلى هذه المقالة السخيفة مع اعتقادهم لنبوته.
ومن ذلك ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين قال: إن النبي