خاتمة الكتاب (قال عبد المحمود) مؤلف هذا الكتاب رحمه الله تعالى: هذا آخر ما أردت ذكره في هذا الباب، لأنني رأيت أن استيفاء طرائف هؤلاء الأربعة المذاهب ومخالفتهم للمعقول والمنقول يكثر ويطول، وفي القليل دلالة على الكثير، وفي معرفة ظواهرهم إشارة إلى ما في الضمير.
وقد ضمنت هذا الكتاب طرفا من الاحتجاج الحق الذي لا شبهة فيه ليعذرني من يقف على معانيه في ترك الاقتداء بهؤلاء الأربعة المذاهب وبكل من يذهب ما يشهد المعقول والمنقول بخلافه وبطلانه وفساده ويأبى كل بصير أن يلقى الله بتصديق قول قائلهم وسوء اعتقادهم.
وما رأيت في فرق الإسلام أقرب إلى لزوم الأدب مع الله تعالى وأنبيائه عليهم السلام وخاصته والتعظيم لنبيهم وأهل بيته عليهم السلام وخواص أصحابه من الفرقة الشيعة، فإنها تنكر الأحاديث الكاذبة الباطلة والأقوال الأفكة وتنفر منها وتنزه نبيهم وأهل بيته عليهم السلام وصحابته عنها، فسلمت عن هذه المناقضات والمعارضات عند من ينظر بعين الإنصاف إلى تحقيق أمور أهل الديانات ولله در القائل:
وإن كنت أرضى ملة غير ملتي * فما أنا إلا مسلم أتشيع