والله لو أن بني أمية الذين قتلتموهم بالأمس نشروا فقيل لهم لا تأنفوا في معائب تنالونهم بها، لما زادوا على ما صيرتموه لكم شعارا ودثارا وصناعة وأخلاقا. ليس فيكم إلا من إذا مسه الشر جزع وإذا مسه الخير منع، ولا تأنفون ولا ترجعون إلا خشية.
وكيف يأنف من يبيت مركوبا ويصبح بإثمه معجبا كأنه قد اكتسب حمدا غايته بطنه وفرجه، لا يبالي أن ينال شهوته بقتل ألف نبي مرسل أو ملك مقرب أحب الناس إليه من زين له معصية أو أعانه في فاحشة تنظفه المخمورة وتربده المطمورة، فشتت الأحوال فإن ارتدعتم مما أنتم فيه من السيئات والفضائح، وما تهذرون به من عذاب ألسنتكم، وإلا فدونكم تعلموا بالحديد ولا قوه إلا بالله وعليه توكلي وهو حسبي (1).
في عدم الاختلاف بين العباس وعلي عليه السلام وسائر بني هاشم ومن طرائف ما رواه مصنف زهد علي بن أبي طالب إنه كان قبل وفاته بأيام يفطر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبد الله بن عباس وروى ذلك أيضا المسمى عندهم صدر الأئمة أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد المكي، وأين موضع الاختلاف بينهم.
ولعل رجال الأربعة المذاهب وعلمائهم أرادوا أو أراد غيرهم من أعداء