من صحابته فيه، فاعذروا أهل الذمة وغيرهم فيما يقولون عنكم.
ومن طريف ما في هذا الحديث المذكور وأسراره أنه يشهد أن الطعن في قول نبيهم والرد عليه والقدح فيه إنما كان من عمر وحده، وأنه هو ابتدأ به، بدليل قوله فقال قوم: القول ما قاله النبي " ص " وقال قوم: القول ما قاله عمر، فما أطرف هذه الغفلة من القوم الذين قالوا القول ما قاله عمر، إن هذا مما يبكي الأولياء ويضحك الأعداء.
ويؤكد صحة ذلك وأن عمر كان سبب منع نبيهم من الكتاب ما رواه الحميدي في كتاب الجمع بين الصحيحين أيضا في الحديث السادس والتسعين من أفراد مسلم من مسند جابر بن عبد الله قال: فدعا رسول الله " ص " بصحيفة عند موته، فأراد أن يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده، فكثر اللغط وتكلم عمر فرفضها رسول الله صلى الله عليه وآله.
وذكر ابن أثير في تاريخه عن ابن عباس أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، وجرى دموعه على خده وقال: اشتد برسول الله وجعه قال: إئتوني بالكتف والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فكثر اللغط. قال:
فتكلم عمر وترك رسول الله " ص " وقال: لا تنازعوا عند النبي فإنه لا ينبغي التنازع عند النبي. قالوا: النبي يقول الحق، فذهبوا يعيدون عليه فقال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه (1).
استحلال أبي بكر دماء من منع الزكاة عنه ومن طريف مناقضاتهم أن قوما من المسلمين بعد وفاة نبيهم قالوا: إننا ما نعطي زكاتنا لأبي بكر، لأن الله يقول لنبيه " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم