نهى عمر عن المغالاة في صداق النساء ومن طرائف ما شهدوا به على خليفتهم عمر أيضا من الجهل بشريعة نبيهم وإقدامه على الفتوى بما لا يعلم وقلة مراقبته لربهم ولرسوله في ذلك، ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين في فصل منفرد في أواخر كتابه المذكور فقال: إن عمر بن الخطاب أمر على المنبر أن لا يزاد في مهور النساء على قدر ذكره فذكرته امرأة من جانب المسجد بقول الله تعالى " وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا " (1) فقال: كل الناس أعلم من عمر حتى النساء.
وذكر الزمخشري في كتاب الكشاف عن عمر أنه قام خطيبا فقال: أيها الناس لا تغالوا بصداق النساء، فلو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها رسول الله " ص "، ما أصدق امرأة أكثر من اثني عشر أوقية، فقامت إليه امرأة فقالت له: يا أمير المؤمنين لم تمنعنا حقا جعله الله لنا والله يقول " وآتيتم إحداهن قنطارا ". فقال عمر: كل أحد أعلم من عمر، ثم قال لأصحابه تسمعونني أقول مثل هذا القول فلا تنكرونه علي حتى ترد علي امرأة ليست من أعلم النساء (2).
(قال عبد المحمود): ليت شعري أي فضيلة كانت لعمر في هذا الحديث حين يورده أولياؤه ويشهدوا بصحته وقد شهد على نفسه إن كل أحد أعلم منه حتى النساء، ومثله في منزلته وخلافته لا يجوز أن على المنبر إلا ما كان