وكثيرا ممن حضرها كانوا لما قتل عثمان بين معين قتله أو مظهر للرضي بقتله أو خاذل له ومستبيح لدمه، حتى أنه ذكر علماء التواريخ وصاحب كتاب الإستيعاب أن عثمان بقي بعد قتله ثلاثة أيام لا يستحل أحد دفنه ولا يقدم على ذلك خوفا من المهاجرين والأنصار (1). ثم يزعم بعضهم أن هذا الاجماع لا يقتضي استحقاق عثمان القتل ولا خلعه من الخلافة ويبايعه في اليوم الأول عبد الرحمن كما تقدم ذكره فيصير خليفة وإماما، إن هذا من قبيح الاعتقاد وفضيح العناد.
ومن طريف ذلك أن يكون مبايعة عمر وأبي عبيدة لأبي بكر حجة على خلافته، ولم يكن إجماع أهل المدينة وكثير من أعيان أهل الإسلام على خلع عثمان وقتله قادحا في خلافته ولا ارتداده ولا نقصه، إن هذا من البهتان الذي لا يجوز أن يستحسنه هل الأديان.
تسمية عثمان ذا النورين وعدم تسمية على ذا النور ونسب عثمان ومن طرائف عصبية بعضهم لعثمان أنهم يسمونه بعد هذا الاجماع على خلعه وقتله واستحلال دمه ذا النورين أي أنه تزوج بابنتي رسولهم، مع اختلاف الناس في أن اللتين تزوج بهما هل كانتا ابنتي رسولهم أو ربيبتين لخديجة ورباهما نبيهم، ويكون علي بن أبي طالب عليه السلام قد تزوج بفاطمة سيدة نساء العالمين بلا خلاف بينهم وولد منها الحسن والحسين عليهما السلام وهما سيدا شباب أهل الجنة كما شهدوا، ويكون علي عليه السلام أيضا أول هاشمي ولد من هاشميين وإنه أحد الثقلين المقدم ذكرهما، ومع ذلك كله فلا يكون