في تسميتهم معاوية كاتب الوحي وخال المؤمنين ومن طرائف أتباع معاوية أنهم يدعون له فضيلة ويقولون إنه كاتب الوحي لنبيهم، وقد نقلوا في تواريخهم وكتبهم أن الذين يكتبون الوحي كانوا أربعة عشر نفرا، وأقدمهم في الكتابة للوحي والتنزيل علب بن أبي طالب عليه السلام بلا خلاف، وما أراهم سموا كل واحد منهم كاتب الوحي ولا سموا عليا بذلك ولا خصصوا به غير معاوية، مع أنهم يروون أن معاوية كان إسلامه بعد فتح مكة وقبل وفاة نبيهم بستة أشهر زائدا أو ناقصا، فكيف يقبل العقول أن يوثق في كتابة الوحي بمعاوية مع قرب عهده بالكفر وقصوره في الإسلام حيث دخل فيه، وحسبهم في ترك الفضيلة في كتابة الوحي لو كان معاوية كاتبا له ما رووا في كتبهم المعتبرة أن من جملة كتاب الوحي ابن أبي سرح الذي ارتد عن الإسلام ودفن فلم تقبله الأرض.
وقد ذكر الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند أنس بن مالك في الحديث الثامن والأربعين بعد المائة من المتفق عليه قال: كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب لرسول الله " ص " فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب قال: فرفعوه. قالوا: هذا قد كان يكتب لمحمد فأعجبوا به، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا (1).
(قال عبد المحمود): فإذا كان قد صححوا إن كتابة الوحي قد تحصل لمثل هذا المنبوذ فأي فضيلة تبقى لمعاوية؟ وقد أظهر من مخالفة قواعد المسلمين