المناقضة في المقالات؟ والحال أنهم موافقون للإمامية بمثل هذا القول إلى هذا الحد].
في أن من لم يصلح لتدبير حرب ولا ولاية جيش لا يصلح للخلافة ومن طرائف الأمور أنهم اختاروا لخلافتهم أبا بكر، وتقدمت رواياتهم أنه هرب يوم خيبر ويوم حنين وفي كثير من مواقف الحروب وكتابهم يتضمن " ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير " (1) فمن لم يصلح لتدبير حرب ولا ولاية جيش ولا لتدبير نفر يسير من المسلمين ولا لامتثال أمر الله ورسوله في الوقوف في الحروب التي هرب فيها مع حياة نبيهم وتسديده الأمة وخوفهم من مؤاخذته وحيائهم منه، كيف صلح للخلافة المشتملة على سائر الحروب وجمع الجيوش وتدبير كافة العباد والبلاد بعد وفاة نبيهم " ص "، إن ذلك من طرائف ما وقع منهم ونقل عنهم.
ومن طرائف أمرهم أيضا أنهم شهدوا كما تقدم في رواية أحمد بن حنبل وفي الجمع بين الصحاح الستة وفي تفسير الثعلبي وغير ذلك أن أبا بكر لم يصلح لتأدية سورة براءة، مع أن نبيهم حي موجود من ورائه، وأعاده من الطريق ونفذ علي بن أبي طالب عليه السلام عوضه، وقال نبيهم إن الله أمره بإعادة أبي بكر وإنفاذ علي عليه السلام، فكيف استصلحوا للخلافة جميعها من لم يستصلحه ورسوله للقيام ببعضها؟ وكيف صار أبو بكر بانفراده بعد النبي " ص "