ضربا وتشريدا وقتلا وتبددا وتعذيرا ولتعملن السيوف في عواتقكم والنار في منازلكم ومحالكم فليبلغ الشاهد منكم الغائب، ومن أعذر لنفسه لعاتب (لغائب خ ل) وما توفيق الراضي بالله إلا بالله عليه يتوكل وإليه ينيب ".
وأما أصحاب أبي حنيفة وأتباعه ومن تقدم منهم أو تأخر عنهم من المعتزلة فقد ذكر أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي في فضايح المعتزلة وكتاب الفرق بين الفرق عنهم أمورا عظيمة، فإن كانت كما ذكره فهي من أعظم الفضائح في الإسلام وأتم القبائح عند الله وعند الأنام.
وذكر الخطيب في تاريخ بغداد من طعون أبي حنيفة وفضائحه ما هتك مستورات مذهبه.
وذكر أيضا الجويني في كتاب مغيث الخلق في معرفة الأحق طعونا كثيرة على أبي حنيفة المذكور، من أراد الوقوف عليها فليراجع الكتاب المذكور.
وأما أنا فلا أشهد بها جميعا، لأنني وقفت على كتبهم ولقيت علماءهم فرأيتهم يذكرون من صفات الله وتوحيده وتنزيهه ما تشهد به العقول الصحيحة، لكن ذكروا عن الأنبياء وأئمتهم أمورا قبيحة، مع أني رأيت القائلين منهم بإثبات الجواهر والأعراض في العدم.
قد ذكروا في ذلك اعتقادا يقتضي موافقتهم للفلاسفة في قدم العالم و موافقتهم للمجبرة في بعض الوجوه في أن أفعالنا حركاتنا وسكناتنا ليست منا، بل زادوا على الفلاسفة والمجبرة في سوء الاعتقاد وقبح القول، لأن الفلاسفة قالت: إن الهيولي قديمة وأنها أصل العالم وإن الله ليس له في وجود الهيولي قدرة ولا أثر، لأنهم ذكروا أنها لا أول لوجودها وهي عندهم مشاركة لله في القدم، وقالوا: إن الله يصور منها الصور، فليس له إلا التصوير فحسب،