والزبير من استحلال دمه ودماء بني هاشم وأعيان الصحابة والتابعين بعد مبايعتهما لعلي وإقرارهما بصحة خلافته وقتلهما الألوف من المؤمنين، وقد تضمن كتابهم " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ".
ومن طريف هذه الرواية أن سعيد بن يزيد بن نفيل راوي هذه الرواية وهو من جملة العشرة، روى هذه الرواية لتزكية نفسه ولم يسقط شهادته بالتهمة وشهود فاطمة عليها السلام بنت نبيهم جارون النفع إلى أنفسهم ومتهمون في شهادتهم مع أنه لم يكن نفع فيما شهدوا به، وهذه من المتناقضات.
في عدم صحة ما رووا عن النبي " ص " أصحابي كالنجوم ومن طريف رواياتهم أنهم قالوا عن نبيهم أنه قال أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، وقد علمنا أن الصحابة كان يكفر بعضهم بعضا ويشهد بعضهم على بعض بالضلال ويستحل بعضهم دماء بعض، وقد تقدم بعض ذلك وكما جرى في قتل عثمان وحرب البصرة وصفين وغيرهما من المناقضات والاختلافات فلو كان الاقتداء بكل واحد منهم صوابا لكان الاقتداء بكل واحد منهم خطأ لشهادة بعضهم على بعض بالخطأ ولكان ذلك يقتضى وجوب ضلالهم أو قتلهم جميعا، فما أقبح هذه الروايات وأبعدها من عقول أهل الديانات.
ومن طريف مكابراتهم أنهم يذكرون أن الإمام قدوة لرعيته مع جواز جهله ببعض ما يقتدى به فيه حتى أنهم يجيزون أن يكون الإمام جاهلا بأكثر الشريعة وأنه يقتدي فيما يجهله منها برعيته، ولا فرق في العقول بين جواز جهله ببعضها