والآخرة، وكفانا شماتة بهم بمثل هذا فثبت أن الحديث ما قاله نبيهم وإنه كذب عليه وكتابهم يتضمن " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى " (1) فالكاذب عليه كاذب على الله، وكتابهم يتضمن " ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة " (2) وكيف حسن من هؤلاء الأربعة المذاهب الذين يصححون هذا الخبر أن يقولوا عن خليفتهم عمر مثل ذلك.
حكايات من المجبرة واحتجاجات عليهم ومن طريف محاسن حكايات جرت لبعض أهل العدل ما روي عن شيخ الإسلام بعد نبيهم وسيفه أمته وحافظ ناموسه علي بن أبي طالب عليه السلام فيما حكاه في القضاء والعدل عنه الخوارزمي في كتاب الفائق، وهذا الخوارزمي من جملة علماء الأربعة المذاهب قال: عن أصبغ بن نباتة قال: قام إلى علي بن أبي طالب عليه السلام شيخ بعد انصرافه من صفين، فقال: أخبرنا يا أمير المؤمنين عن مسيرنا إلى الشام أكان بقضاء الله وقدره؟ قال علي عليه السلام:
والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما وطئنا موطئا ولا هبطنا واديا ولا علونا تلعة إلا بقضاء وقدر.
فقال الشيخ: عند الله احتسب عناي، ما أرى لي من الأجر شيئا. فقال له:
مه! أيها الشيخ، بل الله أعظم أجركم في مسيركم وأنتم سائرون وفي منصرفكم وأنتم منصرفون، ولم تكونوا في حال من حالاتكم مكرهين ولا إليها مضطرين.
فقال الشيخ وكيف والقضاء والقدر ساقنا؟ فقال: ويحك ظننت قضاء