وكيف يقتدي عاقل بقوم هذه رواياتهم ومقالاتهم؟ لقد استحييت لهؤلاء الأربعة المذاهب من هذه الأمور العجائب.
(ومن طريف ما قبحوا به ذكر نبيهم بما لو ذكر أحد منهم أو من واحد من الصحابة كذبوه، ما ذكره عبد الرحمن بن جوزي في كتاب مرآة من الجياد في باب السبق بالمصارعة قال ما هذا لفظه ورفعه إلى أبي عبد الله بن حرب قال:
صارع رسول " ص " أبا دكانه في الجاهلية وكان شديدا شاة بشاة، ودنى فصرعه النبي ثلاث مرات، فقال أبو دكانه ما أقول لأهلي شاة أكله الذئب وشاة تسرق فما أقول للثلاث فقال " ص " ما كنا لنصرعك لنجمع عليك أن نصرعك ونغرمك، خذ غنمك.
(قال عبد المحمود): كيف تلزمونا أيها المسلمون إذا أنكرنا نبوة نبيكم.
وأنتم تقولون عنه مثل هذه الروايات التي لا تليق بالفضلاء ولا بالعقلاء فكيف عن الأنبياء، وهل بلغتم من الجهل إلى أن تقولوا أنه كان في الجاهلية مثل بعضهم في المصارعة واللعب وأحوال أهل السفه، أعنت يا بن الجوزي على هدم الإسلام وبطلان النبوة وأشمت قلوب الأعداء وجعلت الحجة للزنادقة على مخالفة المسلمين، فإن لم يكن لكم دين أما كان لك عقل يردك عن هذه الفضائح التي نسبتها إلى دين الإسلام).
(قال عبد المحمود): فقد عرفتك طرفا مما ذكروه عن الأنبياء وعن نبيهم من الأمور التي ما كان يجوز تصديقها عنهم، ولا كان يحل أن يقبلوا ممن ينقل ما يقتضي النفور منهم، ومع هذا فقد قبلوا ونقلوا وصححوا فكيف يقتدي بقوم يصفون نبيهم بهذه الصفات ويصدقون عنه مثل هذه الروايات.
أخبار النبي " ص " عن ارتداد بعض أصحابه بعد وفاته ومن طرائف ما رأيت من مناقضاتهم في نحو ذلك أني سمعت جماعة من هؤلاء الأربعة المذاهب ورأيت في كتبهم أنهم يستعظمون ذكر أحد من الصحابة