مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ١٠٩
على اثرك فما أرى شيئا إلا انى أجد رائحة المسلك؟ فقال: انا معشر الأنبياء تنبت أجسادنا على أرواح الجنة فما يخرج منه شئ إلا ابتلعته الأرض.
وتبعه رجل علم صلى الله عليه وآله مراده فقال: انا معاشر الأنبياء لا يكون منا ما يكون من البشر.
أم أيمن: أصبح رسول الله فقال: يا أم أيمن قومي فاهرقي ما في الفخارة - يعني البول - قلت: والله شربت ما فيها وكنت عطشى، قالت: فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: أما انك لا تنجع (1) بطنك ابدا. ومنه حديث دم الفصد.
(فخذه) كل دابة ركبها النبي بقيت على سنها لا تهرم قط.
(رجلاه) أرسلها في بئر ماؤه أجاج فعذب.
(قوته) كان لا يقاومه أحد. إسحاق بن بشار: ان ركانة بن عبد بن زيد ابن هاشم كان من أشد قريش فحلا فقال له النبي في وادي أصم: يا ركانة ألا تتقي الله وتقبل ما أدعوك إليه، قال: انى لو اعلم أنه حق لا تبعتك، فقال النبي صلى الله عليه وآله:
أفرأيت إن صرعتك أتعلم ان ما أقول حق؟ قال: نعم، قال: قم حتى أصارعك، قال: فقام إليه ركانة فصارعه فلما بطش به رسول الله اضجعه قال: فعد، فعاد فصرعه فقال: ان ذا العجب يا قوم ان صاحبكم أسحر أهل الأرض.
(حرمته) كان المقر يحرك مهده في حال صباه، وكان لا يمر على شجرة إلا سلمت عليه، ولم يجلس عليه الذباب، ولم تدن منه هامة ولا سامة.
(مشيه) كان إذا مشى على الأرض السهلة لا يبين لقدمه اثر وإذا مشى على الصلبة بان اثرها.
(هيبته) كان عظيما مهيبا في النقوس حتى ارتاعت رسل كسرى مع أنه كان بالتواضع موصوفا وكان محبوبا في القلوب حتى لا يقليه مصاحب ولا يتباعد عنه مقارب قال السدي: قوله (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) لما ارتحل أبو سفيان والمشركين يوم أحد متوجهين إلى مكة قالوا: ما صنعنا قتلناهم حتى لم يبق منهم إلا الشريد وتركناهم إذ هموا وقالوا: ارجعوا فاستأصلوهم، فلما عزموا على ذلك القى الله في قلوبهم الرعب حتى رجعوا عما هموا. وروي ان الكفار دخلوا مكة كالمنهزمين مخافة أن يكون له الكرة عليهم. وقال صلى الله عليه وآله: نصرت بالرعب مسيرة شهر، قوله تعالى: (وكف أيدي الناس عنكم) وذلك أن النبي لما قصد خيبر وحاصر أهلها همت

(1) النجيع بتقديم النون على الجيم: دم الجوف.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404