مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ١٠٦
ثم مضمض ماء ومجه إلى عوسجة فأصبحوا وقد غلظت العوسجة وأثمرت وأينعت بثمر أعظم ما يكون في لون الورس ورائحة العنبر وطعم الشهد والله ما أكل منها جائع إلا شبع ولا ظمآن إلا روى ولا سقيم إلا برء ولا أكل من ورقها حيوان إلا در لبنها وكان الناس يستشفون من ورقها وكان يقوم مقام الطعام والشراب ورأينا النماء والبركة في أموالنا فلم يزل كذلك حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط وثمرها وصغر ورقها فإذا قبض النبي صلى الله عليه وآله فكانت بعد ذلك تثمر دونه في الطعم والعظم والرائحة وأقامت على ذلك ثلاثين سنة فأصبحنا يوما وقد ذهبت نضارة عيدانها فإذا قتل أمير المؤمنين (ع) فما أثمرت بعد ذلك قليلا ولا كثيرا فأقامت بعد ذلك مدة طويلة ثم أصبحنا وإذا بها قد نبع من ساقها دم عبيط وورقها زايل يقطر ماء كماء اللحم فإذا قتل الحسين (ع).
أجمع المفسرون والمحدثون سوى عطا والحسين والبلخي في قوله (اقتربت الساعة وانشق القمر) انه قد اجتمع المشركون ليلة بدر إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: ان كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين، قال: ان فعلت تؤمنون؟ قالوا: نعم، فأشار إليه بإصبعه فانشق شقتين رؤي حرى (1) بين فلقيه. وفي رواية نصفا على أبى قبيس ونصفا على قعيقعان (2). وفى رواية نصف على الصفا ونصف على المروة فقال صلى الله عليه وآله اشهدوا اشهدوا، فقال ناس: سحرنا محمد، فقال رجل: إن كان سحركم فلم يسحر الناس كلهم. وكان ذلك قبل الهجرة وبقى قدر ما بين العصر إلى الليل وهم ينظرون إليه ويقولون: هذا سحر مستمر، فنزل (وان يروا آية يعرضون) الآيات. وفى رواية انه قدم السفار من كل وجه فما من أحد قدم إلا اخبرهم انهم رأوا مثل ما رأوا قال نصر بن المنتصر:
والقمر البدر المنير شقة * فقيل سحر عجب لما رأى وغرس صلى الله عليه وآله نوى فنبت نخلا وحملت الذهب الذي دفعه إلى سلمان وبارك فيه ووفى بكل ما كان عليه وما نقص منه وأرطبت في وقت واحد.

(1) حراء ككتاب وكعلى: جبل بمكة.
(2) قعيقعان كزعيفران: جبل بمكة وجهه إلى أبي قبيس.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404