مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ١١٠
قبائل من أسد وغطفان أن يغيروا على أهل المدينة فكف الله عنهم بالقاء الرعب في قلوبهم قوله تعالى: (هو الذي أيدك بنصره)، وقال صلى الله عليه وآله: لم تخل في ظفر اما في ابتداء الامر واما في انتهائه.
وكان جميل بن معمر الفهري حفيظا لما يسمع ويقول: ان في جوفي لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد، فكانت قريش تسميه ذا القلبين فتلقاه أبو سفيان يوم بدر وهو آخذ بيده احدى نعليه والأخرى في رجله فقال له: يا أبا معمر ما الخبر؟
قال: انهزموا، قال: فما حال نعليك؟ قال: ما شعرت إلا انها في رجلي لهيبة محمد، فنزل (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه).
أمير المؤمنين (ع):
وينصر الله من لافاه ان له * نصرا يمثل بالكفار ما عندوا ومن أوضح الدلالات على نبوته صلى الله عليه وآله استيقان كافتهم بحدوده وتمكن موجباتها في غوامض صدورهم حتى أنهم يشتمون بالفسوق من خرج عن حد من حدوده وبالجهل من لم يعرفه وبالكفر من اعرض عنه ويقيمون الحدود ويحكمون بالقتل والضرب والأسر لمن خرج عن شريعته ويتبرأ الأقارب بعضهم من بعض في محبته وانه بقي في نبوته نيفا وعشرين سنة بين ظهراني قوم ما يملك من الأرض إلا جزيرة العرب فانسقت دعوته برا وبحرا منذ خمسمائة وسبعين سنة مقرونا باسم ربه ينادى بأقصى الصين والهند والترك والخرز والصقالبة والشرق والغرب والجنوب والشمال في كل يوم خمس مرات بالشهادتين بأعلى صوت بلا اجرة وخضعت الجبابرة لها ولا تبقى لملك نوبته بعد موته.
وعلى ذلك فسر الحسن ومجاهد قوله تعالى (ورفعنا لك ذكرك) ما يقول المؤذنون على المنابر والخطباء على المنابر. قال الشاعر:
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه * إذا قال في الخمس المؤذن اشهد ومن تمام قوته انها تجذب العالم من أدنى الأرض وأقصى أطرافها في كل عام إلى الحج حتى تخرج العذراء من خدرها والعجوز في ضعفها ومن حضرته وفاته يوصي بأدائه، وقد نرى الصائم في شهر رمضان يتلهب عطشا حتى يخوض الماء إلى حلقه ولا يستطيع ان يجرع منه جرعة وكل يوم خمس مرات يسجدون خوفا وتضرعا وكذلك أكثر الشرائع وقد تخرب الناس في محبته حتى يقول كل واحد انا على الحق وأنت لست على دينه.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404