مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٥٢
ونهى أبو جهل رسول الله صلى الله عليه وآله عن الصلاة وقال: ان رأيت محمدا يصلي لأطأن عنقه، فنزل (فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا).
ابن عباس في قوله (وان كادوا ليفتنونك بالذي أوحينا) قال وفد ثقيف: نبايعك على ثلاث: لا ننحني، ولا نكسر آلها بأيدينا، وتمتعنا باللات سنة. فقال صلى الله عليه وآله:
لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود، فأما كسر أصنامكم بأيديكم فذاك لكم واما الطاغية اللات فاني غير ممتعكم بها. قالوا: أجلنا سنة حتى نقبض ما يهدى لآلهتنا فإذا قبضناها كسرناها وأسلمنا، فهم بتأجيلهم فنزلت هذه الآية قال قتادة: فلما سمع قوله (ثم لا تجد لك علينا نصيرا) قال: اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا.
وكان النبي صلى الله عليه وآله يطوف فشتمه عقبة بن أبي معيط والقى عمامته في عنقه وجره من المسجد فأخذوه من يده.
وكان صلى الله عليه وآله يوما جالسا على الصفا فشتمه أبو جهل ثم شج رأسه. قال حمزة بن عبد المطلب:
لقد عجبت لأقوام ذوي سفه * من القبيلين من سهم ومخزوم القائلين لما جاء النبي به * هذا حديث أتانا غير ملزوم فقد أتاهم بحق غير ذي عوج * ومنزل من كتاب الله معلوم من العزيز الذي لا شئ يعدله * فيه مصاديق من حق وتعظيم فان يكونوا له ضدا يكن لكم ضدا * بغلباء مثل الليل علكوم (1) فآمنوا بني لا أبالكم * ذي خاتم صاغه الرحمن مختوم فصل: في استظهاره صلى الله عليه وآله بأبى طالب تاريخ الطبري والبلاذري: انه لما نزل (فاصدع بما تؤمر) صدع النبي ونادى قومه بالاسلام، فلما نزل (انكم وما تعبدون من دون الله) الآيات، أجمعوا على خلافه فحدب عليه أبو طالب ومنعه، فقام عتبة والوليد وأبو جهل والعاص إلى أبي طالب فقالوا: ان ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا فأما ان تكفه عنا واما ان تخلي بيننا وبينه، فقال لهم أبو طالب قولا رقيقا

(1) الغلباء: الغليظ العنق، والعرب تصف الاشراف السادة بغلظ الرقبة وطولها.
والعلكوم: القوية الصلبة يصف الناقة. ويحتمل أن يكون الموصوف بهما الناقة أو الجماعة.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404