مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ١٥٦
وروي انه فقده أبو طالب في تلك الليلة فلم يزل يطلبه ووجه إلى بني هاشم وهو يقول: يا لها من عظيمة إن لم أر رسول الله إلى الفجر، فبينا هو كذلك إذ تلقاه رسول الله صلى الله عليه وآله وقد نزل من السماء على باب أم هاني فقال له: انطلق معي، فأدخل بين يديه المسجد فدخل بنو هاشم فسل أبو طالب سيفه عند الحجر ثم قال: أخرجوا ما معكم يا بني هاشم، ثم التلفت إلى قريش فقال: والله لو لم أره ما بقيت منكم عين تطرف، فقالت قريش: لقد ركبت منا عظيما.
وأصبح صلى الله عليه وآله يحدثهم بالمعراج فقيل له: صف لنا بيت المقدس، فجاء جبرئيل بصورة بيت المقدس تجاه وجهه فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه، فقالوا: أين بيت فلان ومكان كذا؟ فأجابهم في كل ما سألوه عنه فلم يؤمن منهم إلا قليل وهو قوله (وما تغن الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون). قال الحسن الباخرزي:
طلبت وصاله دهرا طويلا * فولدها القضاء وراء ضده فلما غبت عنه وغاب عني * اتاني طارقا من بعد بعده مضت فقضت حوايجنا خبالا * فسبحان الذي اسرى بعبده وقال غيره:
عجبت لمن اسرى الإله؟ بعبده * من البيت ليلا نحو بيت المقدس وقال آخر:
دنى فتدلى فاكتسى حلة البها * فقال له سلني فأعطيك ما تشا وقال الخبز أرزي:
قلت للبدر لا تغيب وزرني * واسمت الوصل بالرضا لا التجافي قال إني مع العشاء سأتي * فارتقبني ولا تخف من خلافي قلت يا سيدي فهلا نهارا * فهو أعلى لرقبة الايتلاف قال لي لا أريد تغيير رسم * إنما البدر في الظلام يوافي فصل: في هجرته كان النبي صلى الله عليه وآله يعرض نفسه على قبائل العرب في الموسم فلقى رهطا من الخزرج فقال: ألا تجلسون أحدثكم؟ قالوا: بلى، فجلسوا إليه فدعاهم إلى الله وتلا عليهم القرآن فقال بعضهم لبعض: يا قوم تعلموا والله انه النبي الذي كان يوعدكم به اليهود فلا يسبقنكم إليه أحد، فأجابوه وقالوا له: انا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404