مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٩٨
يومئذ والجحفة لأهل الشام وليس به من يحج يومئذ، ومن أصغى إلى ما نقل عنه علم أن الأولين والآخرين يعجزون عن أمثالها وان ذلك لا يتصور إلا أن يكون من الوحي والتنزيل.
وقوله صلى الله عليه وآله: زويت (1) لي الأرض فأريت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها فصدق لي خبره فقد ملكهم من أول المشرق إلى آخر المغرب من بحر الأندلس وبلاد البربر ولم يتسعوا في الجنوب ولا في الشمال كما اخبر صلى الله عليه وآله سواء بسواء وقوله صلى الله عليه وآله لعدي بن حاتم: لا يمنعك من هذا الدين الذي ترى من جهد أهله وضعف أصحابه فلكأنهم بيضاء المداين وقد فتحت عليهم وكأنهم بالظعينة تخرج من الحيرة حتى تأتي مكة بغير خفار (2) ولا تخاف إلا الله فابصر عدى ذلك كله.
وقوله صلى الله عليه وآله لخالد بن الوليد وقد بعثه إلى كيدر بن عبد الملك ملك كنده وكان نصرانيا ستجده يصيد البقر فخرج حتى كان من حصنه بمنظر العين في ليلة مقمرة صائفة وهو على سطح له ومعه امرأة فبانت البقرة تخد بقرونها باب القصر فقالت هل رأيت مثل ذلك قط؟ قال: لا والله، قالت: فمن بترك (3) هذا؟ قال: لا أحد، فنزل وركب على فرسه ومعه نفر من أهل بيته فيهم أخ يقال له حسان وبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأنشد في ذلك رجل من بني طي:
تبارك سائق البقرات اني * رأيت الله يهدي كل هاد فمن يك حائدا عن ذي تبوك * فانا قد أمرنا بالجهاد وقوله لكنانة زوج صفية والربيع: أين آنيتكما التي كنتما تعيرانها أهل مكة؟
قالا هزمنا فلم تزل تضعنا ارض وتقلنا ارض أخرى وأنفقناها، فقال لهما: انكما ان كتمتما شيئا فاطلعت عليه استحللت دماء كما وذراريكما، قالا: نعم، فدعا رجلا من الأنصار وقال: اذهب إلى قراح (4) كذا وكذا ثم ائت النخيل فانظر نخلة عن يمينك وعن يسارك وانظر نخلة مرفوعة فأتيني بما فيها، فانطلق وجاء بالآنية والأموال فضرب عنقهما.
وقال جارود بن عمرو العبدي وسلمة بن العباد الأزدي: ان كنت نبيا فحدثنا عما

(1) زويت: جمعت.
(2) الخفار من خفرت الرجل أي حميته وأجرته من طالبه.
(3) بترك أقام، واللفظ بتقديم الموحدة التحتانية على المثناة الفوقانية، وفي بعض النسخ تبرك بتقديم التاء.
(4) القراح: المزرعة التي ليس فيها بناء.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404