مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ١١٣
أبو جهل من رجل طائي بمكة إبلا فلواه (1) بحقه فأتى نادي قريش مستجيرا بهم فأحالوه إلى النبي صلى الله عليه وآله استهزاء به لقلة منعته عندهم، فأتى الرجل مستجيرا به فمضى صلى الله عليه وآله معه وقال: قم يا أبا جهل وأد إلى الرجل حقه، وإنما كنى أبا جهل ذلك اليوم وكان اسمه عمرو بن هشام، فقام مسرعا وأدى حقه. فقال بعض أصحابه: فعل ذلك فرقا من محمد، قال: ويحكم اعذروني انه لما أقبل رأيت عن يمينه رجالا بأيديهم حراب تتلألأ وعن يساره ثعبانان تصطك أسنانهما وتلمع النيران من أبصارهما فلو امتنعت لم آمن أن يبعجوا (2) بالحراب بطني ويقضمني الثعبانان.
ابن مسعود: لما دخل النبي صلى الله عليه وآله الطائف رأى عتبة وشيبة جالسين على سرير فقالا: هو يقوم قبلنا، فلما قرب النبي منهما خر السرير ووقعا على الأرض فقالا:
عجز سحرك عن أهل مكة فأتيت الطائف.
والسرح بالشام لما جئتها سجدت * شم الذوائب من افنانها الخضل وكان النبي يخبر بالسرائر، وكان المنافقون لا يخوضون في شئ من أمره إلا اطلعه الله عليه حتى كان بعضهم يقول لصاحبه اسكت وكف فوالله لو لم يكن عنده إلا الحجارة لأخبرته حجارة البطحاء. وقال أبو سفيان في فراشه مع هند: العجب يرسل يتيم أبي طالب ارسل! فقص عليه النبي من غده، فهم أبو سفيان بعقوبة هند لافشاء سره فأخبره النبي بعزمه في عقوبتها فتحير أبو سفيان.
قتادة، قال أبي بن خلف الجمحي، وفي رواية غيره: صفوان بن أمية المخزومي لعمير بن وهب الجمحي: علي نفقاتك ونفقات عيالك ما دمت حيا إن سرت إلى المدينة وقتلت محمدا في نومه، فنزل جبرئيل بقوله (سواء منكم من أسر القول) الآية، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لم جئت؟ فقال: لفداء أسرى عندكم، قال: وما بال السيف؟. قال: قبحها الله وهل أغنت عن شئ، قال: فماذا شرطت لصفوان بن أمية في الحجر؟ قال: وماذا شرطت؟ قال: تحملت له بقتلي على أن يقضي دينك ويعول عيالك والله حائل بيني وبينك فأسلم الرجل ثم لحق بمكة وأسلم معه بشر وحلف صفوان لا يكلمه أبدا وضلت ناقته بنوك فتفرق الناس في طلبها، فقال زيد بن اللصيب انه ينبئنا بخبر السماء وهو لا يدري أين ناقته، فقال صلى الله عليه وآله: والله اني لا أعلم إلا ما علمني ربي وقد أخبرني انها في وادي كذا متعلق زمامها بشجرة، فكان كما قال.
وأخبر الناس عما في ضمائرهم * مفصل بجواب غير محتمل

(1) لواء بدينه: مطله.
(2) بعجه: شقه.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404