أبو جهل من رجل طائي بمكة إبلا فلواه (1) بحقه فأتى نادي قريش مستجيرا بهم فأحالوه إلى النبي صلى الله عليه وآله استهزاء به لقلة منعته عندهم، فأتى الرجل مستجيرا به فمضى صلى الله عليه وآله معه وقال: قم يا أبا جهل وأد إلى الرجل حقه، وإنما كنى أبا جهل ذلك اليوم وكان اسمه عمرو بن هشام، فقام مسرعا وأدى حقه. فقال بعض أصحابه: فعل ذلك فرقا من محمد، قال: ويحكم اعذروني انه لما أقبل رأيت عن يمينه رجالا بأيديهم حراب تتلألأ وعن يساره ثعبانان تصطك أسنانهما وتلمع النيران من أبصارهما فلو امتنعت لم آمن أن يبعجوا (2) بالحراب بطني ويقضمني الثعبانان.
ابن مسعود: لما دخل النبي صلى الله عليه وآله الطائف رأى عتبة وشيبة جالسين على سرير فقالا: هو يقوم قبلنا، فلما قرب النبي منهما خر السرير ووقعا على الأرض فقالا:
عجز سحرك عن أهل مكة فأتيت الطائف.
والسرح بالشام لما جئتها سجدت * شم الذوائب من افنانها الخضل وكان النبي يخبر بالسرائر، وكان المنافقون لا يخوضون في شئ من أمره إلا اطلعه الله عليه حتى كان بعضهم يقول لصاحبه اسكت وكف فوالله لو لم يكن عنده إلا الحجارة لأخبرته حجارة البطحاء. وقال أبو سفيان في فراشه مع هند: العجب يرسل يتيم أبي طالب ارسل! فقص عليه النبي من غده، فهم أبو سفيان بعقوبة هند لافشاء سره فأخبره النبي بعزمه في عقوبتها فتحير أبو سفيان.
قتادة، قال أبي بن خلف الجمحي، وفي رواية غيره: صفوان بن أمية المخزومي لعمير بن وهب الجمحي: علي نفقاتك ونفقات عيالك ما دمت حيا إن سرت إلى المدينة وقتلت محمدا في نومه، فنزل جبرئيل بقوله (سواء منكم من أسر القول) الآية، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لم جئت؟ فقال: لفداء أسرى عندكم، قال: وما بال السيف؟. قال: قبحها الله وهل أغنت عن شئ، قال: فماذا شرطت لصفوان بن أمية في الحجر؟ قال: وماذا شرطت؟ قال: تحملت له بقتلي على أن يقضي دينك ويعول عيالك والله حائل بيني وبينك فأسلم الرجل ثم لحق بمكة وأسلم معه بشر وحلف صفوان لا يكلمه أبدا وضلت ناقته بنوك فتفرق الناس في طلبها، فقال زيد بن اللصيب انه ينبئنا بخبر السماء وهو لا يدري أين ناقته، فقال صلى الله عليه وآله: والله اني لا أعلم إلا ما علمني ربي وقد أخبرني انها في وادي كذا متعلق زمامها بشجرة، فكان كما قال.
وأخبر الناس عما في ضمائرهم * مفصل بجواب غير محتمل