أمالي الطوسي عن زيد بن أرقم في خبر طويل ان النبي صلى الله عليه وآله أصبح طاويا فأتى فاطمة (ع) فرأى الحسن والحسين (ع) يبكيان من الجوع وجعل يزقهما بريقه حتى شبعا وناما فذهب مع علي إلى دار أبي الهيثم فقال: مرحبا برسول الله ما كنت أحب أن تأتيني وأصحابك إلا وعندي شئ وكان لي شئ ففرقته في الجيران، فقال:
أوصاني جبرئيل بالجار حتى حسبت انه سيورثه، قال: فنظر النبي إلى نخلة في جانب الدار فقال: يا أبا الهيثم تأذن في هذه النخلة؟ فقال: يا رسول الله انه لفحل وما حمل شيئا قط شأنك به، فقال: يا علي اتيني بقدح ماء فشرب منه ثم مج فيه ثم رش على النخلة فتملت اغداقا من بسر ورطب ما شئنا، فقال: ابدؤا بالجيران، فأكلنا وشربنا ماءا باردا حتى شربنا وروينا فقال: يا علي هذا من النعيم الذي يسألون عنه يوم القيامة يا علي تزود لمن وراك لفاطمة والحسن والحسين، قال: فما زالت تلك النخلة عندنا نسميها نخلة الجيران حتى قطعها يزيد عام الحرة.
هند بنت الجون وحبيش بن خالد وأبو معبد الخزاعي: ان النبي صلى الله عليه وآله عند الهجرة نزل على أم معبد الخزاعية وسألوها شيئا ليشتروه فلم يصيبوا فإذا شاة في كسر البيت جرباء ضعيفة فدعا بها فمسح يده على ضرعها وقال: اللهم بارك لي في شأنها، فتفاجت ودرت واخبزت فدعا النبي باناء لها يربض الرهط فحلبها وشرب هو وأصحابه والمرأة وأحصابها ولم يشرب حتى شربوا بجمعهم ثم قال: ساقى القوم آخرهم شربا، ثم حلب لها عودا بعد بدء. قال خطيب منبج:
ومن حلب الضئيلة وهي تضو * فأسبل درها؟ للحالبينا وكانت حائلا فغدت وراحت * بيمن المصطفى الهادي لبونا وقال غيره:
والشاة لما مسحت الكف منك على * جهد الهزال بأوصال لها قحل سنحت بدرة سكر الضرع حافلة * فروت الركب بعد النهل بالعلل وسمع صوت:
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها * فإنكم ان تسألوا الناس تشهد دعاها بشاة حايل فتحلبت * له بصريح صرة الشاة من يد فلما أصبح الناس اخذوا نحو المدينة حتى لحقوا به.
ومسح صلى الله عليه وآله ضرع شاة حايل لا لبن لها فدرت فكان ذلك سبب إسلام ابن مسعود أمالي الحاكم، ان النبي كان يوما قائظا فلما انتبه من نومه دعا بماء فغسل يديه